يُحضر فريق نيوكاسل يونايتد موسمًا مثيرًا للاهتمام و المفاجآت في الدوري الإنجليزي الممتاز لعشاق الدوري الأكثر شهرة في العالم بعد عرضهم المذهل في النصف الثاني من موسم 2021/22.
ليس من المستبعد رؤية النادي ينافس على المراكز الأربعة الأولى الموسم المقبل ، انطلاقا من مسيرتهم الرائعة في النصف الثاني من الموسم.
بدأ كل شيء عندما قرر صندوق الاستثمارات السعودي الإستحواذ على النادي ، إلى جانب كل من “كابتل بارتنر” بقيادة أماندا ستافيلي ، و شركة “سبورت ميديا”بقيادة ديفيد وسيمون روبن، مقابل 300 مليون جنيه إسترليني ، بعد عامين فقط من انسحاب نفس المستثمرين من الصفقة في يوليو 2020.
قرروا في البداية الإستغناء عن خدمات المدرب ستيف بروس ، و تعيين مدرب جديد لقيادة مشروع النادي. تم إختيار إيدي هاو لهذه المهمة ، و كانت مهمته الأولى هي إبقاء النادي في البرمييرليج.
ثم جاءت فترة الإنتقالات الشتوية ، لكن كانت التعاقدات الجديدة مخيبة للأمال إلى حد ما، نظرا للأموال الطائلة التي يمتلكها مُلاك النادي.
فترة انتقالات مخيبة للآمال؟
كان أبرز اللاعبين الذين إستقطبهم النادي ، هو لاعب توتنهام هوتسبير السابق كيران تريبيير الذي اختار العودة إلى وطنه بعد مسيرة جيدة في إسبانيا مع أتلتيك مدريد. جاء تريبيير لمساعدة الفريق في إستعادة أمجاده ، خاصة مع الخبرة الكبيرة التي يمتلكها في البرمييرليج ، كل ذلك مقابل 13.5 مليون جنيه إسترليني.
بعدها تعقد النادي مع كل من كريس وود هداف فريق بيرنلي مقابل 25 مليون جنيه إسترليني ، و برونو غيماريش من أولمبيك ليون مقابل 33 مليون جنيه إسترليني (مع إضافات ليصل المجموع إلى 40 مليون جنيه إسترليني) ، ومات تارجت لاعب أستون فيلا على سبيل الإعارة ودان بيرن مدافع برايتون وهوف ألبيون مقابل 13 مليون جنيه إسترليني لكلا اللاعبين.
مجموع الإنتقالات وصل إلى قيمة 91 مليون جنيه إسترليني ، و هو الأمر الذي أوصل رسالة شديدة اللهجة للفرق الأخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز ، لكن لم تكن الأسماء التي وصلت إلى النادي بالكبيرة ، و هو الأمر الذي لم يعجب المشجعين و بدأوا في شك حول فعالية الإدارة الجديدة.
بعد فترة وجيزة ، تغيرت الأمور إلى الأفضل ، حيث قدم الوافدون الجدد مستويات عالية ، و هو الأمر الذي بيٌن عبقرية المدرب إيدن هاو ، الذي غيٌر عقلية الفريق في وقت قصير.
عند بداية سوق الانتقالات في يناير ، كان نيوكاسل قد حقق فوز واحد فقط في آخر 11 مباراة وكان في المركز التاسع عشر في الدوري. بعد التعاقدات الخمسة الجديدة ، واصل فريق الماغبيز الفوز بمعظم مبارياتهم ، حيث لم يفز أي نادي بعدد أكبر من المباريات من نيوكاسيل سوى فريقين ، هما مانشستر سيتي وليفربول
أنهوا الموسم في النهاية في المركز الحادي عشر ، و هو الذي يعتبر إنجازا كبيرا خاصة بعد الوضعية الكارثية التي عاشها الفريق في البداية. كل الأمور تشير على أن نيوكاسل سيدخل بقوة الموسم المقبل بدءًا من فترة الانتقالات الحالية ، و لما لا المنافسة على أحد المراكز الأربع الأولى.
أسلوب جريء
تحدث كابتن فريق نيوكاسل جمال لاسيليس إلى وسائل الإعلام قبل نهاية الموسم بقليل عن “التغيير الكبير” الذي حصل في الفريق خاصة بعد تعيين هاو كمدير فني.
لم يكن مدرب بورنموث السابق ليصل إلى العارضة الفنية لولا قرار ملاك النادي الجدد، حيث صنفه بعض مستشاري النادي على أنه مدرب الفرق الصغرى ، و أن أفضل إنجازاته كانت بالمنافسة على البقاء في البرميرليج. لكن في النهاية أظهر للجميع جودته الكبيرة ، وقام بتغيير ثقافة النادي ، والتي تُرجمت إلى تغيير كبير في الأسلوب.
كانت البداية ، بفرضه لجدول تدريبات مكثف وصلت مدته إلى 12 ساعة كاملة ، و قضى معظم وقته في مناقشة التكتيكات مع طاقمه و اللاعبين. كما أعاد الروح إلى الكثير من اللاعبين الذين مرة بفترة فراغ كبيرة ، أمثال جولينتون الذي إستطاع من إستعادة مستواه في ستة أشهر فقط.
أضاف أيضًا عنصرًا مهما أخر للفريق ، حيث جعل اللاعبين أكثر إقترابا من بعضهم البعض و تبادل تفاصيل حياتهم الشخصية ، و هو الأمر الذي ساعد الفريق في العمل الجماعي. واصل به الأمر إلى طلبه من اللاعبين من إحضار أفراد عائلتهم و أطفالهم إلى الملعب لزرع الوحدة بينهم و تشجيعهم على تقديم الكثير.
لكن الأهم من ذلك ، هو إمتلاك الفريق الأن لخطة تكتيكية مناسبة وليس مجرد خرافات.
أردف لاسيليس: “يعود الأمر كله بالكامل إلى المدرب”. “المجهودات التي يقوم بها في التدريبات و التكتيكات، كل شيء يدفعنا إلى تفكير بالفوز فقط. لا شيء يتعلق بالوقوف في الخلف ودفاع السلبي. الأمر كله يتعلق بالهجوم والوقوف في المقدمة. عندما تفعل ذلك كل يوم ، بشكل متكرر ، يصبح الأمر إعتياديا لكل اللاعبين ، و يدفعنا إلى الفوز”
“يمكنك أن ترى ذلك في مباراتنا ضد آرسنال ، كنا في منطقتهم طوال المباراة ، مما جعلهم يرتكبون الأخطاء. كان كامل الخط الخلفي متمركز في منتصف الميدان ، بينما كان باقي اللاعبين في منطقة العمليات ، عندما أتذكر كيف كنا و كيف نحن الأن ، الكل يعود إلى عبقرية المدرب.
“أنا متحمس حقًا لما يمكن أن يصبح عليه النادي.”
نيوكاسل الأكثر ثقة
يمتلئ النادي حاليًا بالثقة الكبيرة ، خاصة بعد العروض الرائعة التي قدمها الفريق هذا الموسم. إلى جانب ذلك ، صندوق المالي الكبير للنادي سيجعله يدخل بقوة في سوق الإنتقالات الحالية للمنافسة على المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز.
بدأت الصحافة بربط أي لاعب كبير بالإنتقال إلى فريق نيوكاسل هذا الصيف ، حيث تم ذكر كل من عثمان ديمبلي ، جيسي لينغارد و فيكتور أوسمهان للإنتقال إلى نادي الماجبيز.
لم يتم إلى اللحظة الإعلان عن أي صفقة من طرف إدارة النادي ، لكن مع وجود الأموال الضرورية و طموحات النادي الكبيرة ، سيساعدهم في إقناع العديد من اللاعبين للانتقال إلى صفوفهم.
حدد إيدن هاو بالفعل المراكز الرئيسية التي يحتاج إلى إصلاحها / تقويتها في الفريق ، حيث يريد حارس مرمى قوي ، ووسط دفاع ، وظهير أيسر ومهاجم من الطراز الرفيع.
تم وضع لائحة لبعض الأسماء التي يمكنها شغل هذه الأماكن ، والذين سيكونون أكثر انفتاحًا لفكرة الانتقال إلى سانت جيمس بارك. بعد أداء النادي الجيد و المشروع الكبير.
خلاصة:
استعاد نيوكاسل يونايتد عقلية الفريق الكبير التي فُقدت في النادي في عهد مايك أشلي. يمتلكون الأن كل المؤهلات ليصبحوا في القمة ، من بينها الأموال الكبيرة ، فهم رسميًا أغنى ناد في العالم.
لكن ليس الأمر بهذه السهولة ، حيث لا تزال الطريق طويلة للعودة إلى صدارة كرة القدم الإنجليزية. ومع ذلك ، إذا تمكنوا من الاستمرار في هذا المسار في الموسم المقبل وفي المستقبل القريب ، فلن يكون المركز الرابع بعيدًا عنهم بعد الآن.