أسال اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الكثير من الحبر في الأسابيع القليلة الماضية ، بعد إعرابه عن رغبته في الرحيل عن أولد ترافورد بعد عام واحد قضاها مع فريق الشياطين الحمر. و إرتبط إسم اللاعب البالغ من العمر 37 عامًا بالعديد من الأندية الكبيرة ، حيث أشارت بعض التقارير على أن وكيله خورخي مينديز يُروج للاعب الفائز بخمس كرات ذهبية في كل مكان في أوروبا.
كانت الأسابيع القليلة الماضية صعبة للغاية لعملاق الدوري الإنجليزي الممتاز، فإلى جانب الدراما التي لا تنتهي من صفقة فرينكي دي يونج ، جاء خبر مطالبة رونالدو الرحيل عن النادي بمثابة الصدمة الكبيرة لليونايتد. ما جعل الوضع أسوأ هو أن اللاعب البالغ من العمر 37 عامًا كان أمامه أكثر من شهرين لإبلاغ النادي عن قراره بالمغادرة ، فلماذا إنتظر حتى بداية فترة التحضيرية للموسم الجديد ؟
و قد أظهرت تقارير تفيد بأن النجم البرتغالي تم رفضه من قبل جميع الأندية التي عُرض عليها، أبرزها البايرن ميونيخ ، تشيلسي وباريس سان جيرمان.
في موسم 2021/2022 ، قدم النجم البرتغالي مستوى جيد مع اليونايتد ، حيث ساعد فريقه في العديد من المناسبات أبرزها أهدافه في الدقائق الأخيرة أمام كل من فياريال و أتالانتا في دوري أبطال أوروبا ، و تسجيله للهاتريك أمام كل من نورويتش و توتنهام هوتسبير ، و هو الأمر الذي أثبث للجميع أن اللاعب لا يزال في جعبته الكثير ليقدمه.
لا يمكننا إنكار ما قدمه اللاعب الأسطوري الموسم الماضي ، ولكن هناك بعض الأسئلة الهامة التي يمكن طرحها : هل سيكون اليونايتد أفضل حالًا بدون النجم البرتغالي؟ هل ستكون مغادرته فرصة جيدة لإعادة النادي إلى الواجهة؟ أين سيكونون بدونه؟ هذه وغيرها من الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها في هذا التقرير.
رحيله سيساعد اليونايتد في تحقيق طموحاته
قوبل تعيين إريك تن هاغ على رأس العارضة الفنية لليونايتد بكثير من التفاؤل والأمل بمستقبل أفضل للنادي. قبل ذلك، تعاقد اليونايتد مع رالف راغنيك كمدرب مؤقت لتجهيز الفريق على أسلوب اللعب الجديد الذي يعتمد على اللياقة البدنية و الضغط الكبير. على الرغم من عدم نجاح الأمر، أشارت وسائل الإعلام أن كريستيانو رونالدو لم يكن مناسبًا لهذا الأسلوب و أنه السبب الرئيسي لفشله.
وجد اللاعب الفائز بخمس كرات ذهبية نفسه أمام مشكل العمر ، فعلى الرغم من لياقته البدنية الهائلة و التدريبات التي يقوم بها ، إلا أنّ تقدمه في العمر أصبح عائقا له.
يُحسب له أنه كان إلى حد بعيد اللاعب الأكثر التزامًا والأفضل في النادي الموسم الماضي ، لكن الإحصائيات تشير أيضًا إلى أنه كان الأضعف في عملية الضغط من بين جميع المهاجمين في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. إذا أراد اليونايتد أن يُصبح أفضل في عملية الضغط ، فإن وجود رونالدو لن يساعدهم بالتأكيد.
في الأسبوع الماضي أفادت بعض المصادر أن المدرب السابق لليونايتد رالف رانيك طلب من إدارة النادي التخلص من المهاجم البرتغالي منذ وصوله في يناير، مشيرًا أنه غير مناسب لإيديولوجياته.
أحد الإجراءات الأولى التي اتخذها الألماني هو الإعتماد على أنتوني إلانجا في الهجوم ، رغم كونه أقل بكثير من مستوى ماركوس راشفورد.
لم يكن من الصعب فهم ذلك ، فقد كان إلانجا أحد أفضل اللاعبين ضغطا على حامل الكرة في الفريق ، وسرعان ما أدرك رانجنيك ذلك.
إذا أراد تين هاج ممارسة نفس الأسلوب ، فلن يحتاج بالتأكيد إلى رونالدو أو سيضطر إلى إيجاد طريقة لإدراجه في الفريق.
أداء اليونايتد في الفترة التحضيرية يقول الكثير
تعتبر مباريات الفترة التحضيرية مجرد إجراء شكلي ، لكنها طريقة جيدة لمراقبة مدى تقدم الفرق. واجه ليفربول فريق مانشستر يونايتد في مباراة ودية في بانكوك ، وتوقع الكثيرون مشاهدة إنتكاسة أخرى كتلك التي تعرض لها الشياطين الحمر الموسم الماضي.
شهد موسم 2021/2022 القليل من الأشياء الإيجابية لليونايتد ، فعلى الرغم من تأهلهم إلى الدوري الأوروبي ، إلا أنهم تعرضوا إلى الكثير من الأوقات المحرجة ، أبرزها كانت خسارتهم أمام رجال كلوب بنتيجة 9-0 في مجموع مباريتي الذهاب و الإياب.
ومع ذلك ، ظهر اليونايتد في بانكوك بوجه مغاير ، حيث كان الفريق أكثر نشاطا وتحفيزًا ، و قدموا أداءا جيدًا للغاية ، كما سيطروا على معظم الكرات ، و هو الأمر الذي يُنبئ بموسم قادم جيد تحت قيادة تين هاغ ، خصوصا و أن فريق دخل بنفس الأسماء التي لعبت أسوأ موسم لليونايتد الموسم الماضي.
على الرغم من أن رونالدو هو أفضل مهاجم في تاريخ كرة القدم ، إلا أن وجوده في الفريق يبدو وكأنه إعصار في بيئة مياه عذبة. مستويات الثقة كانت في أدنى مستوياتها على الإطلاق الموسم الماضي ، وليس من قبيل المصادفة أن يحدث ذلك عند وصول الأيقونة البرتغالية.
لا يزال الفريق يمتلك الجودة الكافية لتقديم الأفضل ، و هو ما أثبثته بعض الأسماء في الفترة التحضيرية للموسم أمثال ماركوس راشفورد ، جادون سانشو وأنتوني مارسيال الذين قدموا مستويات ممتازة ، و هذا يرجع إلى النفس الجديد الذي جاء به تين هاج إلى الفريق ، حيث قام بإعطاء الفرص و الدعم الكافي لبعض اللاعبين. عودة رونالدو قد تساعد كثيرًا ، لكن يبدو أن الأمر ليس بهذه البساطة.
إحصائية أخرى تضيف الطين بِلّة
لا يُمكن لأحد إنكار قوة وتألق كريستيانو رونالدو ، والذي يرجع إلى قدراته الفائقة في تسجيل الأهداف وحركاته المفترسة في منطقة الجزاء ، والتي لا يعلى عليها. مع كل هذه الإمكانيات التي يمتلكها اللاعب من المفترض رؤية العديد من الأهداف لصالح فريقه ، بحيث إما سيسجلها بنفسه أو يفسح المجال لذلك.
لكن الإحصائيات تقول عكس ذلك ، حيث تشير على أن وجود الأيقونة البرتغالية قد قلل إلى حد ما من حجم الأهداف المسجلة للأندية الأخيرة التي لعب لها بعد ريال مدريد، أي يوفنتوس و مان يونايتد.
شهدت عودته إلى أولد ترافورد فرض نفسه كأداة هجومية رئيسية للنادي ، حيث سجل 24 هدفًا على مدار الموسم.
ومع ذلك ، وكما تشير الإحصائيات ، فإن يونايتد كان أكثر شراسة وغزارة أمام المرمى قبل عودته. حيث أحرز الفريق 73 هدفاً في موسم 2020/21 ، مقارنة بتسجيل 57 هدفاً مع وجود اللاعب البرتغالي.
لا يقتصر هذا الأمر على مانشستر يونايتد فقط ، فقد حصل نفس الأمر مع يوفنتوس ، حيث كان النادي أكثر إنتاجية قبل وصول رونالدو وسجلوا 86 هدفًا ، لكن بعض انضمامه للسيدة العجوز سجل الفريق 70 و 76 و 77 في السنوات الثلاث التي قضاها في النادي.
كان التعاقد مع رونالدو حلم أي فريق في السنوات الماضية ، لكن الأمور تغيرت بشكل كبير هذا العام مع عدم رغبة أي فريق بالتعاقد معه ، خوفًا من التأثير السلبي الذي قد يجلبه لهم. فهل سيبقى رونالدو مع اليونايتد في الآخير؟ سواء بقي أم رحل سيكون المعدن الذي لا يتصدأ بكل تأكيد.