الفهرس
- المهاجم الوهمي – ما هو مركز المهاجم الوهمي؟
- من جعل مركز المهاجم الوهمي مشهورًا في كرة القدم الحديثة؟
- من هم أشهر المهاجمين الحاليين الذين لا يلعبون في مركز المهاجم الوهمي؟
- هل سينقرض مركز المهاجم المركزي؟
- لماذا يجب أن يشارك المهاجمون في عملية بناء الهجمة؟
مع مرور السنين ، شهدت كرة القدم تحولات كبيرة خصوصًا في القرن الحالي ، مع ظهور مصطلح كرة القدم الحديثة الذي أصبح مهمًا لكل الفرق ، بما في ذلك اللاعبين والمدربين ، بسبب النجاح الذي حققه البعض بالإعتماد على منهج كرة القدم الحديثة.
كرة القدم هي رياضة بسيطة لكنها في نفس الوقت معقدة مقارنة بما نعتقد ، حيث بدأت العديد من الفرق في تغيير نمط لعبها في خط الدفاع ، بالإعتماد على الأجنحة ، إلى وسط الميدان بتغيير تمركز لاعبي خط الوسط والمهاجمين ، وكل هذا للهدف واحد فقط هو إيجاد طريق المرمى لتسجيل الأهداف.
عند الحديث عن الأهداف ، تتمحور هذه المقالة حول المركز الذي يمكن القول أنه خضع لأكبر عدد من التغييرات في العصر الحالي ، وهو مركز المهاجم المركزي. سنلقي نظرة حول متى وكيف حصل هذا التغيير ولماذا.
المهاجم الوهمي – ما هو مركز المهاجم الوهمي في عالم كرة القدم
المهاجم الوهمي في عالم كرة القدم هو اللاعب الذي يلعب كمهاجم مركزي ويقوم ببناء الهجمة من الخلف ، أي يقوم بتغطية ومساعدة زملائه من وسط الميدان إلى الهجوم. سبب تسميته بمركز “وهمي” لكون المهاجمين الوهميين ينتقلون إلى مراكز لا يشغلها عادة المهاجم المركزي.
الفكرة تعتمد على عودة المهاجم إلى عمق الملعب لمساندة لاعبي خط الوسط في عملية تدوير الكرة ، كلاعب وسط ميدان إضافي ، وهو الأمر الذي يعطي أفضلية عددية للفريق في عملية الإستحواذ وصناعة الفرص. إلى جانب ذلك ، يسمح عودة إلى المهاجم إلى خط الوسط بمساندة الدفاع كذلك ، حيث يمكن للاعبي الوسط العودة إلى الخلف لتقوية الدفاع بلاعب إضافي.
سبب آخر لأهمية المهاجم الوهمي هو إخراج مدافعي الخصم من مراكزهم ، حيث عندما ينتقل المهاجم إلى عمق الملعب ، يعطي مدافع الخصم خيار التقدم إلى وسط الميدان نظرًا لوجود خطر تجاوز وسط الميدان بسهولة نظرًا للأفضلية العددية ، أو البقاء في مركزه وانتظار الهجمة.
إذا تحرك المهاجم الوهمي إلى العمق ولم يتبعه المدافع ، فسيكون قادرًا على استلام الكرة بين الخطوط والالتفاف نحو المرمى ، الأمر الذي يضع قلب الدفاع معرض للإختراق بسهولة.
بدلاً من ذلك ، إذا قرر المدافع اتباع المهاجم إلى خط الوسط ، فيصبح موقعه خاليًا والذي بدوره سيترك مساحة لمهاجم آخر للهجوم من جهته ، الأمر الذي قد يؤدي إلى هدف.
ماهو مركز المهاجم الوهمي – كيف يؤثر على تشكيلة فريق الخصم
مركز المهاجم الوهمي يقوم بتعطيل تشكيلة الفريق الخصم ، حيث يؤدي إنتقال المهاجم إلى وسط الميدان في خلق العديد من فرص التمرير بين لاعبي خط الوسط ، والذي يعطي مساحة واسعة لأي لاعب أيًا كان في التقدم إلى الهجوم وتسديد على المرمى.
يتم استخدام مركز المهاجم الوهمي بشكل أساسي من قبل الفرق التي تفضل الاحتفاظ أكثر بالكرة. تميل معظم فرق الاستحواذ إلى البناء من الخلف ، من وسط الملعب إلى الهجوم. يمنح هذا المهاجم الوهمي الوقت الكافي لاختيار لحظة الهجوم بالتعمق وإيجاد مساحات واستغلالها.
من جعل مركز المهاجم الوهمي مشهورًا في كرة القدم الحديثة؟
اللاعب الذي جعل هذا الدور مشهورًا هو ليونيل ميسي ، ويمكن القول أنه لا يوجد أدنى شك حول من هو أفضل مهاجم وهمي في تاريخ كرة القدم. في نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 ، قام بيب جوارديولا مدرب برشلونة آنذاك ، بتغيير مركز ميسي من الجناح الأيمن إلى مركز صامويل إيتو في الهجوم ، رغم أن ميسي كان أحد أفضل لاعبي وسط الميدان كرة القدم في ذلك الوقت.
أدت هذه الخطوة التكتيكية العبقرية إلى إتحاد ثلاثي بين ميسي ، تشافي وإنييستا في وسط الميدان ، الأمر الذي ساعد الفريق الكتالوني في السيطرة على فريق السير أليكس فيرجسون ، ليفوز برشلونة بثنائية نظيفة 2-0. منذ تلك المباراة ، تغيرت ظهر مفهوم كرة القدم الحديثة.
أصبح فريق برشلونة بقيادة بيب جوارديولا أكثر فريق مسيطر على الكرة ، بالإعتماد على ليونيل ميسي في مركز المهاجم الوهمي ، اللاعب الذي لم تتناسب قدراته البدنية بقدرات المهاجمين في عصر أو الحقبة التي سبقته ، بسبب طوله القصير الذي يبلغ 169 سم.
موهبة ميسي ووجود لاعبين أمثال تشافي وإنييستا وسيرجيو بوسكيتس في الفريق ، جعل برشلونة فريقًا لا يُستهان به في ذلك الوقت ، حيث حقق الفريق آنذاك لقب دوري أبطال أوروبا مرتين ، إلى جانب مجموعة متنوعة من الألقاب المحلية باللعب بتشكيلة المهاجم الوهمي ، الأمر الذي أدى تغير مفهوم كرة القدم وتطورها بشكل كبير.
ملاحظة: على الرغم من أن ميسي جعل مركز المهاجم الوهمي شائعًا ، إلا أنه لم يكن أول لاعب يلعب في ذلك المركز في تاريخ كرة القدم. تم الإعتماد على مركز المهاجم الوهمي لأول مرة من قبل فريق كورينتيانس في أواخر تسعينيات من القرن الماضي ، وشغل المركز آنذاك اللاعب غو سميث كأول مهاجم وهمي في التاريخ.
كان سميث مهاجم مركزي ، لكنه لعب عُرف برجوعه إلى وسط الميدان لصناعة اللعب من الخلف ، بسبب تفضيله لمس الكرة أكثر. سُمي سميث آنذاك بـ “همزة الوصل” لدوره في وصل الدفاع مع الهجوم بسهولة. تم الإعتماد على هذا المركز في عدة مناسبات عبر التاريخ.
أشهر اللاعبين الذين لعبوا في مركز المهاجم الوهمي
سيسك فابريجاس – برشلونة / اسبانيا
لعب الدولي الإسباني السابق في مركز المهاجم الوهمي مع برشلونة تحت قيادة تاتا مارتينو ولكنه كان أكثر نجاحًا في ذلك المركز في فوز منتخب الإسباني ببطولة أوروبا 2012 تحت قيادة فينسنتي ديل بوسكي.
كان سيسك فابريجاس ، لاعب خط وسط ، قادرًا على الاندماج في هذا الدور بسلاسة حيث كان شكل خطورة كبيرة في وسط الميدان وعُرف بتمريرات الحاسمة إلى المهاجمين.
حتى عندما حاولت الفرق منع تمريرات اللاعب الإسباني ، تمكن زملاؤه مثل تشافي وإنيستا وسيرجيو بوسكيتس في خط الوسط من إيجاد مساحة لإحداث مشاكل في مكان آخر. كافح المدافعون آنذاك في التعامل مع الجودة التي تمتعت بها إسبانيا في وسط الميدان.
كان فابريجاس مفضلًا في ذلك المركز عن الإعتماد على مهاجم صريح مثل فرناندو توريس الذي سجل ثلاثة أهداف في تلك المسابقة.
فيل فودين – مانشستر سيتي
في سن مبكرة ، شغل فيل فودين العديد من المناصب في الهجوم تحت قيادة بيب جوارديولا ، وأظهر براعة فائقة في جميعها. بعد رحيل سيرجيو أجويرو (وحتى في موسمه الأخير الذي تعرض فيه للإصابة) ، لعب فودن في مركز المهاجم الوهمي في العديد من المناسبات ، قبل وصول إيرلينج هالاند إلى الفريق.
سمحت له قدرته الفنية وموهبته في الدخول بعمق في المساحات بين الخطوط لاستلام الكرة وخلق مساحة لزملائه في الفريق لإستغلالها وتسجيل الأهداف. اللاعب الإنجليزي الدولي كان رائعًا في عملية إبقاء الكرة في المساحات الضيقة بفضل قدرته على المراوغة وإمتلاكه قدرة التركيز وإختيار الوقت المناسب للتمرير.
كريم بنزيمة – ريال مدريد
اللاعب الفائز بجائزة الكرة الذهبية هو المهاجم الذي كان عليه أن يطور أسلوب لعبه ليشغل مركز المهاجم الوهمي على مر السنين. من أجل استيعاب اللعب إلى جانب كريستيانو رونالدو وفي بعض الأحيان ، غاريث بيل ، كان على بنزيمة الرجوع إلى عمق وسط الميدان لإعطاء زملائه المساحات اللازمة للهجوم.
أصبح بنزيمة بعد همزة الوصل بين وسط الميدان والهجوم ، وصنع العديد من الفرص لرونالدو وجاريث بيل اللذين امتلكا أرقام تسجيل أفضل من الفرنسي عندما لعب الثلاثي المعروف بلقب “بي بي سي” معًا.
طور كريم بنزيمة أسلوب لعبه بعد حقبة البي بي سي وأصبح مهاجمًا كاملاً ، حيث أصبح هدافًا و ممررًا حاسمًا في مركز المهاجم الوهمي (سجل 44 هدف وصنع 14 تمريرة حاسمة الموسم الماضي) مع قوته البدنية وموهبته الرائعة في المراوغة.
هاري كين
يمكن إعتبار هاري كين مهاجمًا متكاملًا كذلك مثله مثل بنزيمة. يتمتع المهاجم بقوة بدنية هائلة وقدرات رائعة في تسجيل الأهداف وصناعتها ، حيث يمتلك كين ميزة بناء الهجمة من الخلف ومساعدة فريقه في الإستحواذ أكثر على الكرة ، وتمريراته الحاسمة لزملائه في الهجوم.
كما ذكرت سابقًا ، يتم استخدام مركز المهاجم الوهمي بشكل أساسي في الفرق الذي تريد الإستحواذ أكثر على الكرة ، لكن هاري كين لعب هذا الدور مع فريق يعتمد على الهجوم المضاد. في عهد جوزيه مورينيو والآن أنطونيو كونتي ، يقوم كين بالعودة إلى الخلف في العمق لصناعة الفرص إلى هيونغ مين سون أو أي من زملائه الآخرين في الأمام.
من هم أشهر المهاجمين الحاليين الذين لا يلعبون في مركز المهاجم الوهمي؟
إرلينج هالاند
تألق نجم مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بتسجيله لـ 20 هدفًا في 25 مباراة فقط. أدى هذا إلى تحطيمه للعديد من الأرقام القياسية في تسجيل الأهداف ، وقد يحطم النرويجي أرقام قياسية أخرى بقيت لأعوام طويلة قبل نهاية الموسم ، ولكن بالمقارنة مع فيل فودن الذي تم ذكره سابقًا ، فإن هالاند لا يلعب في مركز المهاجم الوهمي.
على الرغم من محاولته في الكثير من المناسبات في العودة ومساندة الفريق في وسط الميدان ، إلى أن هالاند لم يتمكن من النجاح في ذلك ، الأمر الذي أثار استياء بيب جوارديولا.
بسبب عدم مشاركته في عملية بناء اللعب ، يعتمد هالاند بشكل كبير على تمريرات زملائه في الفريق والتي يمكن إيقافها في بعض الأحيان. وخسارتهم أمام مانشستر يونايتد خير مثال على مثل هذا السيناريو.
بيير إيمريك أوباميانغ
قد يكون أوباميانغ قريب من نهاية مسيرته ، لكن في سنواته الأولى ، كان مهاجمًا شرسًا في الخط الأمامي ، حيث ساعدته سرعته ومهارته في إنهاء الفرص في التغلب على المدافعين وإحراز العديد من الأهداف.
أصبح كاي هافرتز الخيار المفضل في قلب هجوم تشيلسي لأن الألماني قادر على العودة إلى وسط الملعب ، ويمتلك القدرة الفنية على تلبية متطلبات المهاجم الوهمي ، وهي الصفات التي لا يمتلكها أوباميانغ.
فيكتور أوسيمين
يعتبر هداف الدوري الإيطالي أحد أكثر المهاجمين المطلوبين في كرة القدم العالمية بسبب سرعته وقوته الهائلة بالإضافة إلى قدرته المدمرة في إنهاء الفرص وتسجيل الأهداف بسهولة.
لديه إمكانات لا تصدق ولكن أفضل ما يميز مهاجم نابولي هي عندما يكون في منطقة الجزاء مما يخلق مساحة لنفسه للتسجيل أو عندما يركض خلف المدافعين. لا يزال يطور مهاراته ولكنه لم يظهر نفسه كخيار رائع في مركز المهاجم الوهمي حتى الآن. هذه العقبة قد تمنعه من الوصول إلى أعلى مستوياته.
كريستيانو رونالدو
يلعب المهاجم الأسطوري الآن مع نادي النصر في المملكة العربية السعودية ، لكن فترة كريستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد يمكن اعتبارها درسًا في كيفية ألا تكون مهاجمًا وهميًا.
سجل البرتغالي أكثر من 25 هدفا لمانشستر يونايتد في فترته الثانية حيث لعب كمهاجم مركزي. قد يكون رصيد أهدافه جيدًا ولكن طريقة لعبه بشكل عام كانت دون المستوى.
لم يكن لدى رونالدو وعي الكافي للتعمق في اللحظات المناسبة ، وبدلاً من ذلك ، كان يذهب لإستراجاع الكرة بدون داع ، ولم يفعل الكثير مع الحصول على الكرة. أدى ذلك إلى قتل الفرص الهجومية لليونايتد ، وأصبح الفريق غير متوازن في عملية الاستحواذ.
هل سينقرض مركز المهاجم المركزي؟
صحيح أن عصر الصيادين مثل فيليبو إنزاغي وميشيل أوين ورود فان نيستلروي ومؤخراً أمثال جيمي فاردي وروميلو لوكاكو يقترب من نهايته ولكن الدور يتجه نحو التطور بدلاً من الانقراض.
سيتم الآن الحكم على قيمة المهاجم في لعب أدوار مختلفة أكثر من قدرته على هز الشباك. سيتم كذلك الحكم على المهاجمين من خلال مدى ارتباطهم باللعب في العمق وقدراتهم الفنية تحت الضغط (المراوغة والتمرير) في المساحات الضيقة.
تغيرت خصائص ومتطلبات المهاجمين من المستوى العالي ومن المتوقع أن يحصل التطور أيضًا إلى مستوى الشباب. تتطلع أكاديميات الشباب إلى تشكيل لاعبين مهاجمين من النخبة ومساعدة اللاعبين على تلبية المتطلبات اللازمة ليكونوا مهاجمين على أعلى مستوى.
لماذا يجب أن يشارك المهاجمون في عملية بناء الهجمة؟
تهديدات أكبر على المرمى
مع صعود لاعبين مثل تييري هنري وكريستيانو رونالدو ومحمد صلاح الذين يمكنهم تسجيل الكثير من الأهداف كأجنحة ، لم يعد يُنظر إلى مركز المهاجم باعتباره المركز الوحيد الذي يمكن أن يأتي منه المصدر الرئيسي لتسجيل الأهداف.
مع تسجيل المزيد والمزيد من الأهداف من الأجنحة في كرة القدم الحديثة ، أصبحت مهمة المهاجمين في صناعة الفرص لأنفسهم بالعودة إلى الخلف والمشاركة في عملية بناء الهجمة.
دفاعات قوية
التنظيم الدفاعي هو أحد جوانب كرة القدم التي استمرت في النمو والتطور في العصر الحديث. أمام بعض أفضل فرق الاستحواذ ، يميل الخصم إلى البقاء في منطقته والدفاع بعمق في منتصف الملعب بشكل مضغوط. يسمح هذا الشكل للمدافعين بأن يكونوا قريبين من بعضهم البعض قدر الإمكان حتى لا يتركوا ثغرات للمهاجمين لاستغلالها.
توصلت الفرق المهاجمة إلى طرق مختلفة لصناعة فرص لتسجيل الأهداف ضد الدفاعات المزدحمة مع كون دور المهاجم أحد أهم هذه الطرق.
المهاجم المركزي الذي ينتظر الفرص من زملائه فقط قد يختفي لفترات طويلة خلال المباريات ، هذا لأن فريقه يلعبون بتسع لاعبين مقابل 10 أثناء عملية بناء الهجمة. عندما يبقى المهاجم في الأمام فقط ، يكون من الأسهل الدفاع أمامه ، لسهولة معرفة تحركاته.
بدلاً من ذلك ، عندما يترك المهاجم موقعه ويتحول إلى عمق الملعب ليشارك في عملية البناء ، يمكنه سحب المدافع معه لخلق مساحة لزميله في الفريق أو إنشاء أعباء زائدة في خط الوسط واستلام الكرة بين خط الوسط والدفاع.
عندما يساعد المهاجم الوهمي في إرباك الخط الدفاعي للخصم ، يسهل على فريقه عملية إيجاد المساحات وخلق فرص لتسجيل الأهداف.