أفضل لحظات الاستراحة الدولية
عادةً ما تكون فترة التوقف الدولي فترة يخشىها مشجعو كرة القدم للأندية الذين يضطرون إلى الانتظار بفارغ الصبر والملل بينما يضع أفضل لاعبي أنديتهم أنفسهم في رحلات شاقة لتمثيل منتخباتهم الوطنية.
ومع ذلك، فإن التوقف الدولي الأخير لموسم 2023/24 كان له نصيبه العادل من الإثارة حيث كان هناك عدد من المباريات الرائجة بين بعض أفضل المنتخبات الوطنية في العالم.
مع أخذ ذلك في الاعتبار، إليك بعض أفضل لحظات التوقف الدولي في مارس 2024.
إنجلترا ضد البرازيل
فاز منتخب الأسود الثلاثة في إنجلترا بآخر 11 مباراة دولية ودية على أرضه في مواجهة رفيعة المستوى ضد بطل العالم خمس مرات، البرازيل. في الواقع، فازت إنجلترا بجميع مبارياتها الخمس على أرضها منذ كأس العالم 2022، وسجلت 15 هدفًا واستقبلت شباكها مرة واحدة فقط.
ومن ناحية أخرى، حققت البرازيل سلسلة من النتائج المخيبة للآمال في الآونة الأخيرة، حيث لم تحقق أي فوز في أربع مباريات متتالية وثلاث هزائم متتالية. وخرج منتخب السيليساو من البطولة أمام كرواتيا بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي لكأس العالم، وعانى من أجل الوقوف على قدميه منذ ذلك الحين.
وهكذا، شكلت المباراة الودية التي أقيمت على ملعب ويمبلي مناسبة مثيرة للاهتمام لكلا الفريقين، ولم يكن من المستغرب أن تكون المباراة الحذرة شديدة الشدة مثل مباراة الدوري الإنجليزي الممتاز نظرًا لعدد النجوم المقيمين في إنجلترا في كلا الجانبين. تم حسم المباراة في النهاية من خلال تمريرة إندريك من تسديدة فينيسيوس المنحرفة ليكون هدفه الدولي الأول في ظهوره الثالث فقط بالقميص الشهير.
أصبح اللاعب البالغ من العمر 17 عامًا ثالث أصغر لاعب يسجل للبرازيل وأصغر لاعب يسجل هدفًا على الإطلاق في ملعب ويمبلي الشهير.
توني كروس يعود بمساعدة كلاسيكية
مر المنتخب الألماني بعملية إعادة بناء مؤلمة على مدى السنوات القليلة الماضية، وتلا ذلك عدد من النتائج المخيبة للآمال أثناء معاناته من تغيير هويته.
خسر المانشافت ستة من آخر 10 مباريات، وفاز في اثنتين وتعادل في اثنتين، بينما تم استبدال المدرب هانسي فليك بجوليان ناجيلسمان بينما يستعد الفريق لاستضافة بطولة أمم أوروبا 2024. لم يكن الموعد الودي مع فرنسا هو الخيار الأفضل للخصم بالنظر إلى البطولة. الفريق الذي يحتل المركز الثاني في العالم في حالة لا تشوبها شائبة.
فاز فريق Les Blues بثلاثة انتصارات وتعادل مرة واحدة وتعرض لخسارة واحدة في آخر خمس مواجهات، لكن كل ذلك تغير بعد ثماني ثوانٍ فقط من انطلاق المباراة حيث وجد توني كروس العائد فلوريان فيرتز بشكل رائع في الفضاء. وسدد نجم باير ليفركوزن ضربة رائعة مسجلا أول هدف في تاريخ ألمانيا، قبل أن يضيف كاي هافرتز هدفا آخر في الشوط الثاني.
يعد هذا الفوز أمرًا أساسيًا بالنسبة للألمان لأنه عزز الثقة في الوقت المناسب وضمن فوزهم في مباراتين متتاليتين ضد البلوز بعد فوزهم الودي في سبتمبر الماضي. تمكن فريق ناجيلسمان من البناء على هذا الأداء الرائع بفوز آخر وصنع كروس هدف الفوز 2-1 على هولندا ليغلق النافذة الدولية الإيجابية.
اسبانيا vs البرازيل
استمرت فكرة المباريات الودية رفيعة المستوى في جميع أنحاء أوروبا، حيث استضاف لاروخا الفريق الأخضر والأصفر في سانتياغو برنابيو في مدريد. افتتح رودري التسجيل من ركلة جزاء وأضاف داني أولمو التقدم من مجهود فردي، لكن رودريجو استفاد من خطأ أوناي سيمون ليقلص الفارق إلى النصف قبل نهاية الشوط الأول.
دخل إندريك أيضًا في عملية التهديف في منزله الذي سيعود قريبًا ليعادل النتائج ويشكل شوطًا ثانيًا متوترًا. لم تنتهي هذه الحادثة بعد حيث أكمل رودري ثنائيته من ركلات الجزاء في الدقيقة 87، لكن لوكاس باكيتا تفوق على تلك المحاولة بإنهاء هادئ من ركلة جزاء في الركلة الأخيرة في المباراة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المباريات لم تكن تفتقر إلى الترفيه لأنه تم استبدال المباريات الودية بين القارات بالكثير من المسابقات القارية مثل دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم مؤخرًا. ومع ذلك، كان من المنعش رؤية مجموعتين من أفضل اللاعبين في العالم يمثلان بلديهما دون أن يكون هناك الكثير على المحك.
نيجيريا vs غانا
لم تكن المباريات الدولية الكبرى تقام في أوروبا فقط، إذ واجهت نيجيريا غانا أيضاً في 22 مارس/آذار في مباراة غنية بالتاريخ. هذا هو التنافس في غرب أفريقيا الذي يتم التنافس عليه بشدة دائمًا ولم يكن هناك سوى القليل من خيبة الأمل عندما اصطفوا للعب في ملعب مراكش في المغرب.
كان النسور السوبر يلعبون لأول مرة تحت قيادة فينيدي جورج المؤقت، بينما استقبلت غانا أيضاً عودة أوتو أدو إلى التشكيلة بعد ترك منصبه بعد كأس العالم 2022. على الرغم من المظهر التجريبي للتشكيلة، إلا أن المباراة لم تكن تفتقر إلى الحركة الشاملة وافتتح سيريل ديسيرز التسجيل على النحو الواجب من ركلة جزاء.
تضاعفت فرص غانا في العودة في وقت مبكر من الشوط الثاني عندما تم طرد جيروم أوبوكو (في إشارة إلى مدى قوة هذه المباراة)، وضاعفت نيجيريا تقدمها في وقت متأخر من خلال الهدف الدولي الرابع لأديمولا لوكمان في عام 2024.
استمرت الدراما والإثارة حتى النهاية، حيث سجل جوردان أيو الشباك من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع. ومع ذلك، فقد ثبت أن ذلك قليل جدًا ومتأخر جدًا بالنسبة للنجوم السوداء.
إنجلترا ضد بلجيكا
التقى أفضل منتخبين وطنيين ثالث ورابع في العالم على ملعب ويمبلي في المحطة الأخيرة من المباريات الودية الدولية في شهر مارس/آذار. كان من المتوقع أن تكون هذه المباراة تنافسية مثل المباريات الودية الأخرى، حيث عادة ما يقدم فريقان من أكبر الفرق في كرة القدم العالمية مباراة سريعة الوتيرة ومتنافسة بشدة ومليئة بالطاقة.
بدأت الأمور بداية كهربائية حيث استفاد يوري تيليمانس من خطأ جوردان بيكفورد المكلف ليسدد الكرة في الزاوية السفلية للشبكة في الدقيقة 11. قدم إيفان توني عرضًا مثيرًا للإعجاب في أول مباراة له مع منتخب إنجلترا، ونفذ بهدوء ركلة الجزاء التي حصل عليها بعد ست دقائق فقط من الهدف الأول.
وتقدمت بلجيكا مرة أخرى بتمريرة عرضية رائعة من روميلو لوكاكو لتلتقي برأس تيليمانس الذي أكمل ثنائيته. ومع ذلك، تجنب الأسود الثلاثة الهزيمة الثانية على التوالي في ويمبلي حيث سجل جود بيلينجهام هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينهي فترة التوقف الدولي لصالح ألبيون.
لقد تركت مباراتهما الودية لمشجعي إنجلترا ما يكفي من الطعام للتفكير قبل بداية بطولة أمم أوروبا 2024 هذا الصيف.