ثورة في كرة القدم: اقتراح أرسين فينجر بتغيير قاعدة التسلل والجدل الذي أثارته
كانت قاعدة التسلل في كرة القدم موضوعًا للنقاش والجدل المستمر على مر السنين، مع دعوات عديدة لمراجعتها لمواكبة اللعبة الحديثة. اقترح أرسين فينجر، رئيس تطوير كرة القدم العالمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم والمدير السابق لنادي أرسنال ، تغييرًا رائدًا لقاعدة التسلل.
وتهدف فكرته، التي لها مؤيدون ومعارضون، إلى تبسيط القرارات، وتحسين العدالة، وفي نهاية المطاف تحسين اللعبة.
ما هو مقترح فينجر بشأن قاعدة التسلل
وتشير رؤية فينجر لقاعدة التسلل إلى أن اللاعب يجب أن يعتبر في وضع غير متسلل إذا كان أي جزء من جسمه يمكنه قانونًا تسجيل هدف على نفس مستوى آخر مدافع. ويشكل هذا الاقتراح انحرافًا صارخًا عن القاعدة الحالية، التي تتطلب من اللاعب أن يكون في وضع غير متسلل تمامًا عندما يتم لعب الكرة.
وبحسب فينجر ، فإن هذا التغيير من شأنه أن يقلل من عدد حالات التسلل الهامشية التي تعاني منها اللعبة حاليًا. ومن خلال القضاء على الاعتماد على تحليل حكم الفيديو المساعد للقرارات التي غالبًا ما يتم تحديدها بالملليمتر ، يعتقد فينجر أن فكرته من شأنها أن تقلل الجدل المحيط بأحكام التسلل إلى النصف.
وأوضح أن “هذه القاعدة تهدف إلى تشجيع اللعب الهجومي. ولن يتم معاقبة المهاجم الذي يركض على مسافة قصيرة من المدافع الأخير بسبب وجود ظفر في قدمه أو كتفه. وهذا من شأنه أن يخلق المزيد من فرص الأهداف، وهو ما يريد المشجعون رؤيته”.
المناقشة: ردود أفعال النخبة في كرة القدم
ورغم أن اقتراح فينجر اكتسب زخما بين مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، إلا أنه أثار جدلا حادا بين اللاعبين والمديرين والخبراء. وكان أحد أشد المنتقدين لهذا الاقتراح أسطورة ليفربول جيمي كاراغر، الذي وصف القاعدة بأنها “فظيعة”.
وزعم كاراغر أن التغيير المقترح من شأنه أن يمنح المهاجمين ميزة غير عادلة، مما يجعل من الصعب على المدافعين القيام بوظائفهم. وأضاف: “من المؤكد أن هذا سيؤدي إلى المزيد من الأهداف، ولكن بأي ثمن؟ سيُترك المدافعون عاجزين إذا تمكن المهاجمون من وضع أنفسهم في المقدمة إلى هذا الحد”.
من ناحية أخرى، وجد فينجر دعمًا من بعض الجهات. ويؤكد أنصار تغيير القواعد على التأثير الإيجابي الذي قد يحدثه على سير المباراة، وخاصة في الحد من التوقفات المتكررة لمراجعات حكم الفيديو المساعد. إنها محاولة لإضفاء الوضوح والسرعة على عملية اتخاذ القرار في عصر حيث كان دور التكنولوجيا في كرة القدم محل جدال ساخن.
“يا إلهي… لقد حان وقت رحيلي” – رد فعل جوزيه مورينيو
كان أحد ردود الأفعال الأكثر إثارة للذكر من جانب جوزيه مورينيو ، الذي قال مازحا: “يا إلهي… لقد حان وقت رحيلي”، عندما سُئل عن اقتراح فينغر. وقد جسدت إجابة مورينيو، المعروف بذكائه الحاد، التشكك الذي يشعر به كثيرون تجاه التغييرات الجذرية للقواعد.
ورغم أن تعليق مورينيو كان ساخرا، إلا أنه أثار أيضا مخاوف مشروعة بشأن العواقب المحتملة غير المقصودة. وأوضح قائلا: “كرة القدم تدور حول التوازن. وتغيير مثل هذه القاعدة الأساسية من شأنه أن يخل بهذا التوازن”. ويسلط انتقاد مورينيو الضوء على الحاجة إلى إجراء اختبارات ودراسات شاملة قبل تنفيذ أي تغيير بهذا الحجم.
دور تقنية الفيديو في تشكيل النقاش
لا شك أن ظهور تقنية الفيديو المساعد أدى إلى تكثيف التدقيق في قاعدة التسلل. فقد شعر المشجعون واللاعبون على حد سواء بالإحباط من التأخير والدقة المجهرية المستخدمة في تحديد حالات التسلل. ويبدو أن اقتراح فينجر يعالج هذه المشكلة بشكل مباشر من خلال تقديم تفسير أكثر وضوحًا للقاعدة.
وقد اختبر الاتحاد الدولي لكرة القدم بالفعل التغيير المقترح في القواعد في الدوريات الأقل مستوى، وهو يحلل تأثيره. وتشير النتائج الأولية إلى انخفاض عدد الانقطاعات وتدفق أكثر سلاسة للعب، لكن المتشككين يزعمون أن هذا التغيير قد يؤدي إلى المزيد من الأخطاء الدفاعية والتعديلات التكتيكية غير المقصودة.
جيمي كاراغر ضد آرسين فينجر: جوهر المناقشة
إن الاهتمام الرئيسي لكاراغر يكمن في التداعيات الدفاعية. فهو يعتقد أن هذه القاعدة من شأنها أن تفرض ضغوطاً غير مبررة على المدافعين وحراس المرمى، الأمر الذي من شأنه أن يغير بشكل جذري ديناميكيات اللعبة.
وقال “المهاجمون لديهم بالفعل مزايا كافية، وهذا التغيير من شأنه أن يقلب اللعبة لصالحهم بشكل كبير. ماذا عن المدافعين؟ أين العدالة بالنسبة لهم؟”
لكن فينجر يرد على هذا بالتأكيد على الحاجة إلى التطور في كرة القدم. ويقول: “تحتاج اللعبة إلى التطور حتى تظل ذات صلة. يأتي المشجعون لمشاهدة الأهداف، وليس لمناقشة تقنية حكم الفيديو المساعد حول ما إذا كان كتف شخص ما متسللاً بمقدار مليمتر واحد”.
الصورة الأكبر: تطور كرة القدم
إن اقتراح فينجر يشكل جزءاً من حوار أوسع نطاقاً حول كيفية تكيف كرة القدم مع المتطلبات الحديثة. ومع تزايد انتشار اللعبة على المستوى العالمي، يتعين على قواعدها أن تحقق التوازن بين التقاليد والابتكار. وقد خضعت قاعدة التسلل بالفعل للعديد من التغييرات منذ نشأتها، وأثار كل تعديل مناقشات مماثلة.
ويتماشى تغيير القواعد المقترح مع استراتيجية الاتحاد الدولي لكرة القدم الأوسع نطاقًا لجعل كرة القدم أكثر متعة وسهولة. ومن خلال تشجيع اللعب الهجومي والحد من التوقفات المثيرة للجدل، قد تجتذب القاعدة الجديدة المزيد من المشجعين إلى اللعبة.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
وتخطط الفيفا لمواصلة اختبار اقتراح فينجر في مختلف المسابقات قبل اتخاذ القرار النهائي. والواقع أن المناقشة لم تنته بعد، حيث تتباين الآراء بين الجانبين. وإذا تم تطبيق هذه القاعدة، فإنها قد تؤدي إلى إحداث ثورة في عالم كرة القدم، ولكنها تحمل أيضاً مخاطر الإخلال بالتوازن بين الهجوم والدفاع.
في الوقت الحالي، يتعين على المشجعين واللاعبين والخبراء الانتظار لمعرفة ما إذا كانت رؤية فينجر ستصبح حقيقة واقعة. ومن الواضح أن قاعدة التسلل ــ حجر الزاوية في هوية كرة القدم ــ تظل مصدراً للإبداع والجدل. لقد فتح اقتراح فينجر الباب أمام محادثة حول مستقبل اللعبة، ولا شك أن نتائجها سوف تشكل مستقبل كرة القدم لسنوات قادمة.