كيفن دي بروين يودع مانشستر سيتي بعد 10 سنوات مجيدة

قدّم كيفن دي بروين ، نجم خط وسط مانشستر سيتي، وداعًا مؤثرًا مساء الثلاثاء، مسدلًا الستار على مسيرته الكروية الحافلة التي امتدت لعشر سنوات في ملعب الاتحاد. وشهدت هذه المناسبة المؤثرة آخر ظهور للاعب البلجيكي على أرضه مع النادي، حيث اكتسب مكانة أسطورية بعد عقد من التألق المتواصل.

تكريم مانشستر سيتي مع وداع دي بروين

في ليلةٍ مفعمةٍ بالعاطفة والامتنان، احتُفل بمساهمة دي بروين مع مانشستر سيتي بشكلٍ مؤثر. ورغم أنه لم يُسجل في فوز فريقه على بورنموث بنتيجة 3-1 في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن هذه النتيجة ضمنت للسيتي اقترابًا كبيرًا من التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، حيث أصبح يحتاج إلى نقطة واحدة فقط.

تم استبدال لاعب خط الوسط البالغ من العمر 33 عامًا مبكرًا بقرار تكتيكي بعد طرد زميله ماتيو كوفاسيتش. ورغم أدائه المتواضع، غادر دي بروين الملعب وسط تصفيق حار من جماهير الاتحاد، حيث عانقه المدرب بيب غوارديولا بحرارة.

بعد صافرة النهاية، عاد دي بروين إلى الملعب برفقة زوجته ميشيل وأطفالهما الثلاثة. وعند خروجه، استقبله زملاؤه بحرس شرف. وشارك المشجعون وموظفو النادي والجهاز الإداري في تكريم خاص بعد المباراة، احتفاءً بأحد أبرز اللاعبين الذين تألقوا في الدوري الإنجليزي الممتاز.

تتوالى كلمات التكريم من زملاء الفريق السابقين وأساطير النادي

عُرض مونتاج فيديو مُعدّ خصيصًا على الشاشة الكبيرة في الملعب، يُبرز لحظات لا تُنسى من مسيرة دي بروين في مانشستر. وبينما كان المشجعون يهتفون باسمه بحماس، أضافت رسائل من زملائه السابقين إلى التكريم المؤثر. وقدّم رحيم ستيرلينغ، وأيمريك لابورت، وليروي ساني، وسيرجيو أغويرو مساهماتٍ بارزة، حيث أشادوا جميعًا بدي بروين كلاعب كرة قدم وإنسان.

اقرأ:  جوائز ماتش ويك

مع بدء مراسم التكريم، قاوم دي بروين دموعه. وعندما سُلِّم الميكروفون، خاطب الجمهور بعاطفة صادقة، مستعرضًا مسيرته وما يعنيه له النادي. وبدا غوارديولا متأثرًا أيضًا، خاصةً عندما أُعلن عن إقامة تمثال تكريمًا له خارج ملعب الاتحاد.

دي بروين يتأمل في عشر سنوات رائعة

قال دي بروين بصوتٍ يرتجف من شدة التأثر: “أنا عاطفيٌّ للغاية. هذا يعني [أن يكون لديّ تمثال] أنني سأظل دائمًا جزءًا من هذا النادي، وسأمثل جزءًا صغيرًا منه. عندما أعود، سأتمكن من رؤية نفسي واقفًا، لذا سأبقى هنا دائمًا.”

وأضاف: “مانشستر هي موطني، حيث وُلد أطفالي. جئتُ إلى هنا مع زوجتي لأبقى هنا لفترة طويلة، ولم أتوقع أن أستمر لعشر سنوات، لأُحقق ما حققناه كنادٍ. لقد فزنا بكل شيء، وساهمنا في نمو النادي، والآن سيستولون على زمام الأمور”.

إرث لا مثيل له من النجاح في مانشستر سيتي

منذ انضمامه إلى النادي عام ٢٠١٥، حقق دي بروين نجاحًا باهرًا، ورسّخ مكانته كأحد رموز مانشستر سيتي. على مدار عشر سنوات، فاز بستة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليُصبح أحد أبرز الشخصيات في حقبة غوارديولا المهيمنة. ولم يقتصر تأثيره على الألقاب، بل سيطر باستمرار على مجريات اللعب، حيث سيطر بصيرته ومهاراته وذكائه الكروي على مجريات اللعب في أعلى المستويات.

اختير دي بروين أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين – في موسمي 2019/2020 و2021/22 – مما يؤكد تأثيره وتميزه. كما فاز بجائزة صانع الألعاب ثلاث مرات، تقديرًا لقدرته الاستثنائية على صناعة الأهداف. وجاءت هذه الجوائز في مواسم 2017/2018، و2019/2020، و2022/23.

من أبرز إنجازاته خلال موسم 2019/20، عندما سجّل 20 تمريرة حاسمة، معادلاً بذلك الرقم القياسي في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي حققه أسطورة أرسنال تييري هنري. وقد أبرز هذا الإنجاز الاستثنائي براعته الإبداعية وقدرته على اختراق دفاعات الخصم بدقة ومهارة.

اقرأ:  إميل سميث رو يحتضن المنافسة من ٦٥ مليون جنيه إسترليني كاي هافرتز في آرسنال

اللعب بالشغف والإبداع

أعرب دي بروين عن امتنانه لفرصة لعب كرة القدم بشغف ومتعة. وقال: “أردت أن ألعب بإبداع، بشغف. أردت الاستمتاع بكرة القدم، وآمل أن يكون الجميع قد استمتع بها”.

حظي لاعب خط الوسط منذ فترة طويلة بالإعجاب بسبب مزيجه من المهارة الفنية والالتزام، وهي الصفات التي جعلته مفضلاً لدى الجماهير في الاتحاد وشخصية محترمة في جميع أنحاء كرة القدم العالمية.

وعندما سُئل عن الطريقة التي يود أن يتذكره بها مشجعو مانشستر سيتي، أجاب دي بروين ببساطة: “بفرح”.

علاقة خاصة مع مشجعي مانشستر سيتي

تجلّت العلاقة الوثيقة بين دي بروين وجماهير مانشستر سيتي بوضوح خلال وداعه. وبينما كان يقود الفريق في جولة أخيرة حول الملعب، ترددت هتافات “نريدك أن تبقى يا كيفن دي بروين، نريدك أن تبقى” من المدرجات.

كانت لحظة مؤثرة، حيث ودّع المشجعون لاعبًا خلّد في ذاكرتهم ذكرياتٍ ساحرة. وبينما كان يختتم مسيرته في نفق ملعب الاتحاد، كان التقدير والمودة له غامرين.

ساهم حضور دي بروين، داخل الملعب وخارجه، في رسم ملامح عصر ذهبي في تاريخ مانشستر سيتي. رحيله يُمثل نهاية فصلٍ حافل، لكن إرثه سيبقى راسخًا في نسيج النادي.

إرث دائم وتقدير خالد

يُعدّ التمثال الذي سيُشيّد تكريمًا لدي بروين شهادةً على مساهماته الجليلة والتقدير الكبير الذي يحظى به. وسيبقى تذكيرًا دائمًا بدوره في تحويل مانشستر سيتي إلى قوة كروية إنجليزية وأوروبية.

طوال عقده مع النادي، أظهر دي بروين أداءً متميزًا وروحًا رياضية وقيادةً لا مثيل لها. سيترك خلفه نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة، بعد أن ترك بصمةً لا تُمحى على النادي والدوري الإنجليزي الممتاز.

نهاية عصر، بداية إرث

بينما يستعد مانشستر سيتي لمرحلة ما بعد دي بروين، يسود شعورٌ بالامتنان والحزن. قليلٌ من اللاعبين تركوا أثرًا عميقًا كهذا على نادٍ واحد، وقليلٌ منهم من ترك النادي بمثل هذا الإعجاب والمودة من اللاعبين والجهاز الفني والجماهير على حدٍ سواء.

اقرأ:  معاينة مباراة مانشستر سيتي ضد بورنموث: السيتي الخالي من الألقاب يسعى للفوز بدوري أبطال أوروبا

ربما يكون كيفن دي بروين قد خاض مباراته الأخيرة على ملعب الاتحاد، لكن روحه وإنجازاته وإرثه سيظل مصدر إلهام لسنوات قادمة. يغادر المايسترو البلجيكي مانشستر سيتي ليس فقط أسطورةً للنادي، بل كواحدٍ من أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز .

شاركها.
اترك تعليقاً