الأهداف المتأخرة والركلات الركنية والهوامش الدقيقة: اتجاهات رئيسية في الدوري الإنجليزي الممتاز
مع انتهاء 11 مباراة فقط، يبدو موسم الدوري الإنجليزي الممتاز وكأنه سيكون موسمًا مثيرًا لا يُنسى. فمن الأداء المذهل لليفربول إلى معاناة مانشستر سيتي وأرسنال في بداية الموسم، لا يوجد نقص في الدراما. وحتى مانشستر يونايتد، الذي خضع بالفعل لتغيير إداري، يضيف التشويق إلى القصص التي تهيمن على العناوين الرئيسية.
ولكن ماذا تقول الأرقام؟ مع توقف الموسم بسبب فترة التوقف الدولية الثالثة، حان الوقت للتعمق في الإحصائيات التي تشكل هذه الحملة غير المتوقعة.
الهوامش الدقيقة تحدد الجدول
أصبح جدول الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم أكثر تقاربًا من أي وقت مضى. فعلى الرغم من البداية الصعبة لمانشستر يونايتد، إلا أنه يحتل المركز الثالث عشر برصيد 15 نقطة – بفارق أربع نقاط فقط خلف تشيلسي صاحب المركز الثالث. وهذه الفجوة الضيقة غير مسبوقة بعد 11 مباراة في تاريخ المسابقة.
في سياق متصل، كان الفارق بين المركز الثالث والثالث عشر في الموسم الماضي 11 نقطة. وفي المواسم السابقة، كان الفارق 12 نقطة (2022-23)، وتسع نقاط (2021-22)، وثماني نقاط (2020-21). ويمثل فارق النقاط الأربع هذا العام انفصالًا ملحوظًا عن القاعدة ويؤكد على الهوامش الضئيلة للغاية التي تحدد الموسم الحالي.
أهداف كثيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز
حتى الآن، تم تسجيل 314 هدفًا في 110 مباراة، بمتوسط 2.85 هدفًا في المباراة الواحدة. ورغم أن هذا يمثل انخفاضًا طفيفًا عن الرقم القياسي الذي حققه الموسم الماضي والذي بلغ 3.28 هدفًا في المباراة الواحدة، إلا أن الاتجاه على مدار السنوات الأخيرة لا يزال يميل نحو كرة القدم عالية التهديف. ويسير هذا الموسم حاليًا على الطريق الصحيح لمعادلة ثاني أعلى موسم من حيث التهديف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز (2022-23).
والجدير بالذكر أن توتنهام هوتسبير، هداف الدوري، سجل 23 هدفًا، يليه مانشستر سيتي وبرينتفورد، حيث سجل كل منهما 22 هدفًا. ولا يزال الأداء الهجومي المميز للفريق يأسر الجماهير في جميع أنحاء العالم.
ليفربول يقود الهجوم
صعد ليفربول إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن جمع 28 نقطة من 11 مباراة. ويعكس سجله الذي يتضمن تسعة انتصارات وتعادل واحد وخسارة واحدة اتجاهًا تاريخيًا – فالفرق التي تتمتع بمثل هذه البدايات غالبًا ما تستمر في المطالبة باللقب.
ومن بين المناسبات الـ11 السابقة التي وصل فيها فريق إلى 28 نقطة أو أكثر بحلول هذه المرحلة، نجح ثمانية في التتويج باللقب. ولم ينجح سوى نيوكاسل يونايتد (1994-1995 و1995-1996) وأرسنال (2022-2023) في الاستفادة من بداياتهما القوية. وكان آخر فريق يبدأ موسمًا أفضل هو ليفربول في 2019-2020، حيث جمع 31 نقطة في طريقه إلى موسم الفوز باللقب.
الشباك النظيفة: نقطة مضيئة في مسيرة يونايتد
كانت معاناة مانشستر يونايتد المبكرة واضحة ، لكن جهوده الدفاعية تستحق الثناء. فبعد خمس مباريات بشباك نظيفة، يتأخر الفريق فقط عن ليفربول، الذي يتصدر الترتيب بست مباريات. وللمقارنة، نجح يونايتد في الحفاظ على نظافة شباكه تسع مرات فقط طوال الموسم الماضي.
هذه هي المرة الخامسة عشرة التي يحافظ فيها يونايتد على نظافة شباكه في خمس مباريات أو أكثر في أول 11 مباراة له. ومن الناحية التاريخية، يعد هذا الإنجاز نذير شؤم، حيث فاز الفريق باللقب في سبعة من تلك المواسم. وكان أسوأ مركز حققه في مثل هذه الحالات هو المركز الخامس في موسم 2015-2016.
من ناحية أخرى، واجه مانشستر سيتي صعوبات دفاعية، حيث استقبلت شباكه 13 هدفًا، بفارق هدف واحد فقط عن يونايتد، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه سوى مرتين. وهذا هو أدنى معدل لمانشستر سيتي في هذه المرحلة منذ موسم 2016-2017.
استراتيجية الكرات الثابتة: أفضلية الأرسنال
تظل الكرات الثابتة جزءًا أساسيًا من كرة القدم الحديثة، وقد برز آرسنال كأحد رواد هذا المجال تحت قيادة مدرب الكرات الثابتة نيكولاس جوفر. منذ بداية الموسم الماضي، سجل آرسنال 27 هدفًا من الكرات الثابتة (باستثناء ركلات الجزاء) – أي أكثر بأربعة أهداف من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز. كما سجلوا 19 هدفًا من ركلات ركنية في نفس الفترة، متصدرين الدوري في هذا المجال.
ومن المثير للاهتمام أن نسبة الأهداف المسجلة من الكرات الثابتة آخذة في الانخفاض. ففي هذا الموسم، جاءت 20% من جميع الأهداف من الكرات الثابتة، وهي زيادة طفيفة عن 19.8% في الموسم الماضي ولكنها لا تزال أقل بكثير من 23.2% المسجلة في موسم 2014-2015. وإذا استمر هذا الاتجاه، فقد يحتل الموسم الحالي المرتبة الثالثة من حيث عدد الأهداف المسجلة من الكرات الثابتة منذ موسم 2020-2021.
العودة تسلط الضوء على الدراما
من أبرز الاتجاهات هذا الموسم العدد المتزايد من الانتصارات التي تحققت بعد العودة في النتيجة. فحتى الآن، شهدت 24 مباراة نجاح الفرق في قلب تأخرها بهدف واحد على الأقل إلى فوز. وتمثل هذه الانتصارات بعد العودة في النتيجة 21% من إجمالي مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
وقد شهد هذا الاتجاه زيادة مطردة. ففي موسم 2021-2022، انتهت 11.6% فقط من المباريات بالعودة. وارتفع هذا الرقم إلى 15% في موسم 2022-2023 و16.6% في الموسم الماضي، وهو أعلى رقم مسجل على الإطلاق. وإذا استمرت الوتيرة الحالية، فإن موسم 2023-2024 سيضع معيارًا جديدًا لانتصارات العودة، مما يضيف طبقة أخرى من عدم القدرة على التنبؤ إلى موسم مثير بالفعل.
ماذا تخبرنا الأرقام
ترسم الإحصائيات من أول 11 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز صورة للفروق الدقيقة والبراعة الهجومية والتطورات التكتيكية. من البداية القوية لليفربول إلى المرونة الدفاعية المذهلة لمانشستر يونايتد وإتقان آرسنال للكرات الثابتة، يقدم كل فريق قصة فريدة.الدوري الإنجليزي
ومع تقدم الموسم، لا شك أن هذه الاتجاهات سوف تتغير. ولكن هناك أمر واحد واضح ــ فالدوري الإنجليزي الممتاز يظل مشهداً مليئاً بالمهارة والدراما وعدم القدرة على التنبؤ. ولا يستطيع المشجعون إلا أن يتوقعوا المزيد من التقلبات والمنعطفات مع تقدم الموسم.