أغرب البطاقات الحمراء في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز
منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز عام ١٩٩٢، شهد مشجعو كرة القدم الإنجليزية لحظات درامية لا تُحصى. من أبرزها تلك الحالات النادرة والغريبة التي طُرد فيها لاعبون في ظروف غير عادية. تُعدّ البطاقات الحمراء في الدوري الإنجليزي الممتاز أحداثًا مهمة تُغيّر مجرى المباريات، ويتعيّن على الحكام ضمان صواب قراراتهم في ظلّ هذه الأجواء التنافسية الشرسة.
رغم الانتقادات التي واجهها نظام حكم الفيديو المساعد (VAR) في السنوات الأخيرة، إلا أن تطبيقه منذ موسم 2019/20 قلل على الأقل من بعض الأخطاء التحكيمية الواضحة. مع ذلك، قبل تطبيقه، كان على الحكام اتخاذ قرارات فورية من خلال متابعة فورية للأحداث، مما كان يؤدي حتمًا إلى أخطاء عرضية.
مع ذلك، ليست كل بطاقة حمراء في هذه القائمة ناتجة عن سوء تحكيم. بعضها كان مبررًا تمامًا، لكن غرابة هذه الحوادث جعلتها جزءًا من تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. هنا، تُلقي EPLNews نظرة على 10 من أغرب لحظات البطاقات الحمراء في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز .
10. إريك كانتونا – كريستال بالاس ضد مانشستر يونايتد (1995)
لم يكن أمام الحكم آلان ويلكي خيارٌ حقيقي سوى طرد إريك كانتونا لتدخله المتهور على ريتشارد شو خلال هذه المباراة. لكن الطرد نفسه لم يكن ما اكتسب شهرةً واسعة، بل ركلته الشهيرة على طريقة الكونغ فو التي نفذها مهاجم مانشستر يونايتد على أحد مشجعي كريستال بالاس بعد طرده، والتي أذهلت عالم كرة القدم. أدت هذه اللحظة الجنونية إلى إيقافه عن اللعب لمدة تسعة أشهر. وعبّر كانتونا لاحقًا عن ذلك دون ندم، قائلاً لصحيفة الغارديان: “أفضل لحظة لي؟ لديّ الكثير من اللحظات الجيدة، لكن اللحظة التي أفضلها هي عندما ركلتُ المشجع المشاغب”.
9. ستيفن تايلور – نيوكاسل يونايتد ضد أستون فيلا (2005)
بعد دخوله في الشوط الثاني، كان ستيفن تايلور يأمل في أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا على مباراة نيوكاسل يونايتد ضد أستون فيلا. ومع ذلك، وبينما كان داريوس فاسيل على وشك التسجيل، تعمد تايلور منع التسديد بيده داخل منطقة الجزاء. وفي محاولةٍ منه للإفلات من العقوبة، تظاهر تايلور بأن الكرة ارتطمت بوجهه. ورغم أن الجماهير ربما خُدعت، إلا أن الحكم كان في موقع مثالي لرصد لمسة اليد الصارخة، فأشهر البطاقة الحمراء لتايلور. وسجّل غاريث باري ركلة الجزاء. والجدير بالذكر أن هذه لم تكن أغرب بطاقة حمراء في المباراة.
8. ستيف كوك – نورويتش سيتي ضد بورنموث (2020)
أبرز أحداث المباراة | نورويتش سيتي 1-0 بورنموث | بطاقة حمراء مزدوجة وركلة جزاء لتيمو بوكي!
في مثال آخر على بطولات لمس اليد على خط المرمى، تصدى ستيف كوك لتسديدة رائعة من نورويتش سيتي. بعد أن تصدى رامسديل لتسديدة أولى، بدا أن أوندري دودا في طريقه للتسجيل، لكن كوك سدد الكرة بعيدًا عن المرمى. ولم يكن مفاجئًا أنه تلقى بطاقة حمراء مباشرة. فاز الكناري بنتيجة 1-0، بينما كان كوك يشاهد من على خط التماس.
7. روبن فان بيرسي – ستوك سيتي ضد أرسنال (2008)
بعد تأخره بهدفين نظيفين أمام ستوك سيتي، غمر روبن فان بيرسي غضبه. وبينما تأخر توماس سورنسن في استلام الكرة، اندفع فان بيرسي نحوه بكتفه. طرد الحكم روب ستايلز المهاجم الهولندي لعدوانه غير المبرر. ورغم أن فان بيرسي طُرد أيضًا بشكل مثير للجدل ضد برشلونة في دوري أبطال أوروبا، إلا أن هذه البطاقة الحمراء كانت أكثر صراحةً وتبريرًا.
6. كيران جيبس – تشيلسي ضد أرسنال (2014)
شهدت إحدى أغرب حالات الخطأ في تحديد الهوية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز قيام الحكم أندريه مارينر بطرد كيران جيبس بسبب لمسة يد ارتكبها في الواقع أليكس أوكسليد تشامبرلين.
رغم إلغاء البطاقة الحمراء لاحقًا، كان أرسنال يُفكك بالفعل بهزيمة مُذلة 6-0 أمام تشيلسي. ومن المُثير للدهشة أن أوكسليد-تشامبرلين لم يتلقَّ أول بطاقة حمراء احترافية له حتى عام 2023، عندما طُرد أثناء لعبه مع بشيكتاش.
5. يوسف مولومبو – وست هام يونايتد ضد وست بروميتش ألبيون (2013)
لا يزال طرد يوسف مولومبو خلال مباراة ضد وست هام يونايتد من أكثر المواقف التي كان من الممكن تجنبها في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. بعد أن ارتكب غاري أونيل خطأً ساخرًا ضده، التقط مولومبو الكرة وقذفها نحو خصمه في نوبة غضب. لم يتردد الحكم في إشهار البطاقة الحمراء، عقابًا لمولومبو على لحظة غضبه.
4. سيسك فابريجاس – وست بروميتش ألبيون ضد تشيلسي (2015)
شهدت هزيمة تشيلسي 3-0 أمام وست بروميتش طردًا غريبًا لسيسك فابريغاس. فبينما كان الحكم يخاطب اللاعبين بعد ارتكاب خطأ، قرر فابريغاس، الذي كان يقف على بُعد حوالي 20 ياردة، ضرب كريس برانت بالكرة على رأسه. ورغم دقة تسديدته، طُرد فابريغاس لتصرفه الغبي، واضطر تشيلسي للعب الساعة المتبقية بعشرة لاعبين.
3. فريدريك بيكيوني – إيفرتون ضد وست هام يونايتد (2011)
عادةً ما يُثير الاحتفال مع الجماهير الزائرة فرحةً عارمة، لكن فرحة فريدريك بيكيوني كلفته غاليًا. فبعد تسجيله هدف الفوز الذي اعتقده ضد إيفرتون في الدقيقة 84، قفز إلى مدرجات الضيوف، وحصل على البطاقة الصفراء الثانية. ثم عادل إيفرتون النتيجة لاحقًا عن طريق مروان فيلايني في الوقت بدل الضائع، مُحوّلًا فرحة بيكيوني إلى يأس.
2. ريكاردو فولر – ستوك سيتي ضد وست هام يونايتد (2008)
بعد هدف التعادل الذي أحرزه وست هام، اعترض ريكاردو فولر على زميله وقائد الفريق آندي غريفين. وفي تصرفٍ غريب، صفع فولر غريفين على وجهه خلال المباراة، مما دفع الحكم مايك جونز إلى إشهار بطاقة حمراء مباشرة له. خسر ستوك 2-1. دافع فولر لاحقًا عن تصرفاته، واصفًا غريفين بأنه “وقح وغير محترم”.
1. كيرون داير ولي بوير – نيوكاسل يونايتد ضد أستون فيلا (2005)
تصدّرت القائمة حادثةٌ صادمةٌ لدرجة أنها لا تُضاهى في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. بعد طرد ستيفن تايلور، تعرّض نيوكاسل يونايتد لضربةٍ أخرى عندما بدأ كيرون داير ولي بوير بالشجار على أرض الملعب. تصاعدت حدة الشجار بسرعة، حيث تبادلا اللكمات وتمزقت قمصانهما. لم يكن أمام الحكم باري نايت خيارٌ سوى طرد اللاعبين. خسر نيوكاسل في النهاية بنتيجة 3-0، واحتسبت عليه ركلتا جزاء.
تحدّث داير لاحقًا عن الحادثة قائلاً: “أعتقد أنه ضربني أربع مرات. لم تؤلمني اللكمات، ولكن عندما جاءت اللكمة الرابعة، فكرتُ “يا إلهي!” ورددتُ عليه بضربة واحدة.” وأضاف: “لم أكن أدرك أنه من الممكن أن يُطرد المرء لمجرد شجاره مع زميله في الفريق.”
خاتمة
هذه البطاقات الحمراء، التي تتراوح بين الفظيعة والمضحكة، تُجسّد الدراما وعدم القدرة على التنبؤ بالدوري الإنجليزي الممتاز . سواءً كان ذلك بسبب قرارات متسرعة، أو خطأ في تحديد الهوية، أو جنون مُطلق، فإن كل حادثة تُحفر في تاريخ الدوري الحافل كواحدة من أغرب لحظاته.