إعتادت الفرق الأوروبية الكبرى في الماضي بالإعتماد على مهاجمين صريحين في التشكيلة الرسمية.
لكن في عام 2010, بدأت الكثير من الأندية بإستبدال مركز المهاجم الثاني بلاعب وسط ميدان.
لكن مع ظهور مهاجمين مميزين عادت مودة الإعتماد على أكثر من مهاجم في الخط الأمامي و الذي خلق الكثير من الشراكات الهجومية الناجحة. من أبرزها خلال السنوات الماضية ثلاثية ميسي ونيمار وسواريز في برشلونة.
في هذا التقرير سوف نقوم بإستعراض أفضل الشراكات الهجومية في عالم كرة القدم حاليا, و مالذي يجعلها مميزة للغاية.
روبرت ليفاندوفسكي وتوماس مولر (بايرن ميونيخ)
هل هنالك أفضل ثنائي هجومي بهذه الأرقام الهائلة؟ لدينا شك في هذا.
الكلمات وحدها لا تكفي لوصف الأداء المذهل الذي يقدمه روبرت ليفاندوفسكي, حيث سجل المهاجم البولندي وحده 93 هدف في الموسمين الأخيرين في 77 مواجهة فقط. كان أفضلها موسم 2020 حيث سجل 55 هدف مما ساهم بشكل أساسي في تتويج فريقه بسداسية تاريخية.
من الناحية الأخرى ، أثبت توماس مولر أنه أحد أكثر اللاعبين تنوعًا في تاريخ كرة القدم حيث يمكنه اللعب في أكثر من مركز كمهاجم وهمي أو صريح, أو كوسط ميدان هجومي. رغم كبر سنه مازال يقدم أداء ثابث و مميز.
مولر هو واحد من اللاعبين القلة القليلة الذي فاز بثلاثية الدوري ، الكأس و دوري الأبطال في مناسبتين مختلفتين في موسم 13/2012 و 20/2019.
ويعمل مولر باستمرار على فتح المساحات أمام ليفاندوفسكي وحاليا ليروي ساني من خلال جذب المدافعين، وهذه الطريقة تصنع الفارق بوضوح في خط هجوم البايرن.
لوتارو مارتينيز وإدين دزيكو (إنتير ميلان)
بعد مغادرة المهاجم روميلو لوكاكو لفريق الإنتر, إعتقد الكثير أن بطل الدوري الإيطالي سيعاني من عقم هجومي هذا الموسم, خصوصا بعد رحيل المدرب المخضرم أنطونيو كونتي المعروف بالنزعة الهجومية.
مع ذلك ، تمكن الفريق من الحفاظ على نفس المستوى الهجومي رغم خروجه أمام ليفربول في مرحلة خروج المغلوب بدوري أبطال أوروبا.
*LAUTARO AND DZEKO CELEBRATING TOGETHER*
السبب الرئيسي وراء هذا الاتساق هو الثنائي الأمامي إدين دزيكو ولوتارو مارتينيز. الأمر الذي أكده رئيس التنفيذي لفريق الإنتر، حيث قال أن مستوى الأداء الهجومي الذي يقدمه هذا الثنائي هو نفس أداء الثنائي السابق دزيكو و لوكاكو, مما يبين الصفقة الجيدة التي قامت بها إدراة الفريق من بيع لوكاكو.
منذ انتقاله إلى بطل الدوري الإيطالي ، سجل دزيكو 16 هدفًا في 39 مباراة حتى الآن هذا الموسم.
من ناحية أخرى ، يمتلك لاوتارو مارتينيز إحصائيات مماثلة للاعب مانشستر سيتي السابق ، حيث سجل أيضا 16 هدف هذا الموسم. الأمر الذي يدل على مدى التناسق المذهل بين المهاجمين والنزعة الهجومية لكلا اللاعبين.
رياض محرز ورحيم سترلينج (مانشستر سيتي)
بعد رحيل أسطورة النادي, المهاجم سيرجيو أجويرو و مع اخفاق إنهاء صفقة انتقال هاري كين, قرر بيب جوارديولا الإعتماد على الأجنحة و لاعبي وسط الميدان لملء الفراغ و تسجيل الأهداف.
من أبرز هذه الأسماء, نجد الثنائي رياض محرز و رحيم ستيرلينغ. سجل لاعب ليفربول السابق 14 هدفا هذا الموسم, نفس حصيلته التهديفية في الموسم
السابق مع تبقي الكثير من المباريات.
من جهة أخرى, يبدو أن رياض محرز استعاد مستواه المذهل الذي قدمه مع الثعالب فريق ليستر, عندما كان نجم الفريق من دون منازع, حيث تمكن اللاعب الجزائري من تسجيل 22 هدف هذا الموسم في جميع المسابقات مما يجعله هداف الفريق.
حاول جوارديولا من إشراك اللاعبين في مركز مهاجم وهمي, لكن كلا اللاعبين أكد نجاعتهما بالهجوم من الأطراف.
ساديو ماني ومحمد صلاح (ليفربول)
خلال المواسم الأخيرة، شكّل صلاح وماني ثنائيا لا يمكن إيقافه, حيث تشير الإحصائيات إلى أن هذا الثنائي يعد من أفضل ثنائيات الهجومية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
تمكن صلاح في موسمه الأول مع ليفربول من تسجيل أكثر من 40 هدف في موسم واحد منذ اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو.
من جانبه, يمتلك ساديو ماني معدل 20 هدف في الموسم على الأقل في جميع المسابقات منذ انضمامه إلى ليفربول.
كلا اللاعبين ساهم بشكل مباشر في تتويج ليفربول بسادس دوري أبطال أوروبا عام 2019 و بالدوري الإنجليزي التاسع عشر موسم 2020 بعد ثلاثين سنة من المعاناة.
*INSERT MANE AND SALAH CELEBRATING WITH THE PREMIER LEAGUE OR CHAMPIONS LEAGUE TITLE*
يقدم كلا اللاعبين أداء مميز هذا الموسم حيث يعتلي صلاح قائمة هدافي الدوري ب 20 هدف, يليه ماني ب 12 هدف في المركز الرابع. و مع تألق المهاجم الشاب دييغو جوتا هذا الموسم, يشكل اللاعبين ثلاثي الرعب مع امكانية التتويج بدوري البرمييرليغ وأبطال أوروبا.
هاري كين وسون هيونغ مين (توتنهام هوتسبير)
رغم عجزهما من تحقيق الفوز بأي لقب مع توتنهام, يمثل الثنائي الهجومي هاري كين و سون هيونغ مين أحد أفضل الشراكات الهجومية في عالم كرة القدم حاليا. هاري كين وحده تمكن من الفوز بالحذاء الذهبي لأفضل هداف بالدوري الإنجليزي الممتاز في ثلاث مناسبات كانت أخرها الموسم الماضي.
*INSERT PICTURE OF SON AND KANE IN TRAINING TOGETHER*
سون هيونغ مين بدوره ساهم بشكل كبير في وصول فريقه إلى العديد من نهائيات في الكأس, كانت أبرزها الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2019.
يقبع كين حاليا في المركز 10 من قائمة أفضل هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر التاريخ.
كما تمكن سون من تسجيل أكثر من 100 هدف مع توتنهام, الأمر الذي جعله أفضل هداف كوري جنوبي في البريميرليغ.
رغم الشائعات المتكررة عن مستقبل اللاعبين إلا أن الثنائي يقدمان دائما الأفضل مع فريق السبيرز.
كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور (ريال مدريد)
هناك مقولة تقول أن مهارات بنزيما تمكنه من تشكيل ثنائية مع أي لاعب يلعب معه في الأمام. و مما يؤكد هذا الأمر هو ما فعله في السنوات الماضية مع الثنائي رونالدو و بايل, حيث مثل الثلاثي هجوم الرعب وقتها.
حاليا وجد بنزيما نفسه مع المهاجم الموهوب البرازيلي فينيسيوس, رغم معانة اللاعب في مواسمه الأولى مع الفريق, لكنه يقدم أداء مميز مع قيادة كارلو أنشيلوتي للفريق.
*INSERT PICTURE OF VINICIUS AND BENZEMA CELEBRATING A GOAL TOGETHER
في مواسمه الثلاث الأولى, سجل فيتيسيوس 15 هدفا في 118 مواجهة. لكن حاليا يمر بأفضل أيامه مع تسجيله لسبعة عشر 17 هدف في 39 مواجهة, مع تحسن المذهل في أدائه.
من جانبه, يعتقد الكثير من عشاق كرة القدم أن بنزيما يستحق الحصول على الكرة الذهبية مع المستوى الرائع الذي يقدمه.
منذ مغادرة كريستيانو رونالدو للفريق, تمكن بنزيما من اغلاق الفجوه في الهجوم.
سجل 32 هدف في 34 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم. كانت أفضلها تسجيله للهاتريك أمام فريق باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا بعد التأخر بفارق هدفين.
اللائحة الشرفية
إجتمع الثنائي أوباميانغ وديمبيلي مجددا في فريق برشلونة بعد أدائهما المميز مع فريق دورتموند.
سجل أوبا 8 أهداف في 11 مباراة, كما صنع ديمبيلي تسع 9 تمريرات حاسمة هذا الموسم.
من المتوقع تقديم هذا الثنائي المميز لفريق برشلونة الكثير في المباريات المتبقية.
رغم خروجهم المفاجأ في دوري أبطال أوروبا. الثنائي مبابي و ميسي يستحق أن يكون في القائمة. حيث لاحظ الجميع مدى التناسق بين اللاعبين, بحيث أكد ميسي رغبته في اللعب أكثر مع مبابي للتسجيل أكبر عدد من الأهداف.
الخلاصة
كرة القدم رياضة جماعية تقوم أساسا على التناغم والتفاهم بين اللاعبين, و مع وجود الكثير من الفرق التي تلعب بأربع مدافعين في الخلف, أصبح من الضروري الإعتماد على مهاجمين اثنين على الأقل, الأمر الذي تقوم به الفرق الكبرى بالاعتماد على الهجوم من الأطراف و عودة المهاجمين للدفاع أيضا, وتبقى أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.