سيعرف الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الأسبوع إستراحة قصيرة بسبب فترة التوقف الدولي الأولى لموسم 2022/2023. وقد شهد الدوري الإنجليزي حتى الآن منافسة شرسة على قمة الترتيب ، خاصة من قبل حامل اللقب مانشستر سيتي ، الملحق المباشر لمتصدر الترتيب فريق آرسنال.
في الجانب الآخر ، تعرف بعض الفرق معاناة حقيقية في نقص الأداء هذا الموسم ، لعل أبرزهم فريق ليستر سيتي المتواجد في مؤخرة الترتيب ، حيث لم يحقق رجال بريندان رودجرز أي فوز حتى الآن ، واستقبلت شباكهم أكبر حصيلة من الأهداف (22 هدفًا) ، فيما سجل الفريق عشرة (10) أهداف ، مثل فريق ليدز يونايتد صاحب المركز الحادي عشر (11).
على الرغم من توقعنا لهذا السيناريو منذ بداية الموسم ، بأن ليستر سيتي سيعاني من معركة الهبوط ، إلا أنه لم يتوقع أحد عدد الأهداف التي إستقبلها دفاع ليستر سيتي الذي يمتلك ترسانة رائعة من اللاعبين المميزين ، فيما يعتقد البعض أن هناك مشكلة بين اللاعبين والمدرب بريندان رودجرز.
بدأ فريق الفوكسيس (الثعالب) الموسم الجديد بتعادل إيجابي أمام فريق برينتفورد بنتيجة 2-2 ، ليحصل على أول وأخر نقطة له في الدوري هذا الموسم. وقد عرفت المباراة تقدم ليستر بهدفين نظيفين ، قدم فيها الفريق أداء رائعًا في الساعة الأولى من المباراة ، لكن فجآة إنقلبت الموازين ، وإستطاع برينتفورد من السيطرة على المباراة و قلب تأخره بهدفين إلى تعادل مثير ب 2-2 في آخر نصف ساعة من المباراة.
بعد تلك المباراة ، لم يحقق الفريق أي نقطة في ست مباريات متتالية ، بعد عدم قدرتهم من الحفاظ على تقدمهم في النتيجة في ثلاث مباريات كاملة هذا الموسم. لعل أبرز خسارة لم تتقبلها الجماهير هي الخسارة أمام فريق تشيلسي الذي لعب المباراة بعشر (10) لاعبين فقط بعد طرد جورجينيو بالبطاقة الحمراء.
الشيء الإيجابي الوحيد الذي يمتلكه ليستر هو هجوم الفريق ، حيث تمكن الفريق من التسجيل في كامل مبارياتهم ، سوى في مباراة واحدة فقط هذا الموسم ، مع تألق اللاعب جيمس ماديسون ، صاحب الثلاث أهداف وتمريرة حاسمة ، فيما لايزال المخضرم جيمي فاردي يبحث عن طريق الشباك.
أما بالنسبة لحراسة المرمى ، لم يتمكن الحارس داني وارد من تقديم الكثير ، مع تلقي شباكه ل 22 هدفًا ، وهو أعلى حصيلة من الأهداف التي تلقاها النادي في تاريخه بعض مرور سبع مباريات فقط من الدوري الإنجليزي الممتاز.
منذ بداية الموسم الجديد ، جرب المدرب الإيرلندي الشمالي العديد من خطط وتشكيلات المختلفة لحل مشكلة الدفاع دون جدوى ، حيث يمتلك ليستر رقم مخيف كأسوأ دفاع من الكرات الثابثة منذ الموسم الماضي.
ما سبب تراجع مستوى ليستر سيتي؟
إستطاع فريق ليستر سيتي في موسم 2015-2016 من التفوق على العديد من الأندية الإنجليزية والأوروبية ، في موسم حقق فيه لقب الدوري الإنجليزي لأول مرة في تاريخه. بعد ذلك ، خصيصًا عند وصول رودجرز للعارضة الفنية للفريق ، إستطاع تحقيق لقب آخر مع النادي هو لقب الكأس ، وتمكن ليستر من فرض نفسه كمنافس مباشر على المركز الرابع الذي فقده في اللحظات الأخيرة من الموسم في مناسبتين متتاليتين.
بعدها ، شهد الموسم الماضي بداية الإنهيار ، حيث لم يستطع الفريق من التأهل لأي منافسة أوروبية ، بعد إحتلاله للمركز الثامن في جدول الترتيب. قبل بداية الموسم الحالي ، لم تنفق إدارة النادي سوى 15 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع خدمات المدافع ووت فايس ، مع خسارة سنوية قدرها 120 مليون جنيه إسترليني وضعت النادي في موقف صعب.
مع عدم التعاقد مع أسماء جديدة ، والرحيل المفاجآ لكل من كاسبر شمايكل والمدافع النجم ويسلي فوفانا ، وجد ليستر سيتي نفسه في دوامة كبيرة داخل وخارج الملعب لا يعرف كيفية الخروج منها.
ولّت أيام بريندان رودجرز ، الذي إعتاد على مقارعة كبار الأندية ، ليجد نفسه في معركة هبوط لم يخضها الفريق منذ عودتهم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز قبل سبع سنوات.
لاشك أن ملاك النادي الأسيويين يريدون أفكار جديدة على أرض الملعب ، في إشارة إلى قرب إنفصال النادي عن خدمات المدرب بريندان رودجرز
حان الوقت لرحيل بريندان
يتعرض مدرب ليفربول السابق لضغوط شديدة بعد ست هزائم متتالية ، آخرها كانت أمام توتنهام بنتيجة 6-2 ، مما جعل فريق الفوكسيس يقبع في أسفل جدول الدوري الإنجليزي الممتاز في أسوأ بداية لهم منذ عام 1983.
بداية الضربة القاضية جاءت بعد الخسارة القاسية أمام فريق برايتون بنتيجة 5-2 ، في مباراة عرفت أداء كارثي من جانب الدفاع.
قال رودجرز بعد الهزيمة الكبيرة أمام توتنهام: “أعرف كيف تسير كرة القدم وأنا أتفهم تمامًا سبب إحباط الجماهير. لا يمكنني الاختباء من ذلك لأنني المسؤول الأول عن كل ما يحصل”.
“خسارة آخر ست مباريات لا تجعل الأمور رائعة ولكن مهما حدث لي هنا في ليستر ، سأحترم هذا النادي دائمًا.”
التغيير قريب ولا شك أن فترة التوقف الدولية أعطت إداراة الفوكسيس الوقت الكافي للتفكير في مستقبل رودجرز ، بالإضافة إلى البحث عن بديل محتمل في حالة إقالته.
أبرز المدربين لخلافة رودجرز
تزعم التقارير أن توماس فرانك مدرب برينتفورد هو الخيار الأول لليستر ليحل محل المدرب البالغ من العمر 49 عامًا بينما تشير تقارير أخرى أن مدرب بيرنلي السابق ، شون دايكي على رأس قائمة النادي.
يمتلك كلا المدربين الخبرة والحنكة اللازمتين لإعادة ليستر إلى الواجهة بنفس الفريق وميزانية محدودة.
ومع ذلك ، فإن التخلص من رودجرز لن يكون سهلاً ، مع تبقي ثلاث سنوات كاملة لنهاية عقده البالغ 200 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع ، لذا سيحتاج ليستر إلى أكثر من 10 ملايين جنيه إسترليني لإقالة المدرب ، مع ضرورة الإلتزام بلوائح اللعب النظيف.
لاشك أن رودجرز ليس السبب الوحيد لما يحصل للفريق ، مع عدم حصوله على الدعم الكافي في سوق الإنتقالات الصيفية ، لكن المدرب دائمًا هو الضحية الأولى في حين حصول على نتائج سلبية ، ورحيله من النادي أمر لا مفر منه.
إذا أراد ليستر تصحيح الأمور والعودة إلى المنافسة على المراكز الأولى ، يجب على النادي إيجاد حل سريع لرفع المستوى والثقة بين اللاعبين في أقرب وقت ممكن.