تمكن فريق برايتون من صنع المفاجآة بعد فوزه الرائع على تشيلسي الذي يُعد الأول من نوعه بعد عشر هزائم سابقة وأربعة تعادلات في الدوري.
كما تُعد هذه الهزيمة الأولى لتشيلسي تحت قيادة جراهام بوتر الذي رحب به فريقه السابق برباعية تاريخية 4-1 سُجلت ثلاثة منها في الشوط الأول بعد عمل رائع من رجال المدرب روبرتو دي زيربي.
توقفت سلسلة الفريق اللندني عند تسع مباريات دون هزيمة تحت الإدارة الجديدة، لكن لماذا يجب أن يظل مشجعو تشيلسي متفائلين على الرغم من الأداء الكارثي والنتيجة الصادمة ؟
يوم صعب
منذ صافرة البداية ، بدأ برايتون في الهجوم وممارسة الضغط ، ولم يعطي لفريق تشيلسي أي فرصة للدخول في المباراة ، فبعد إنقاذ تياجو سيلفا فريقه من هدفين محققين ، تمكن فريق “السياغيل” من التسجيل في الدقيقة الخامسة من عمر المباراة.
سرعان ما أصبح واضحًا أن برايتون عازم على الفوز في هذه المباراة ، للجو الصاخب الذي صنعه اللاعبون والمشجعون داخل وخارج الملعب ، ليتمكنوا من السيطرة على أجواء المباراة بشكل ملفت.
أدى هدفان عكسيان في مرمى تشيلسي من زيادة الطين بلّة ، حيث استغل برايتون المساحات الفارغة في الجناحين وهاجموا بقوة ليتمكنوا من كسر جدار تشيلسي الدفاعي المكون من تشالوبا ، سيلفا ومارك كوكوريلا. علاوة على ذلك ، استغل أصحاب الأرض خطأ تكتيكي في تشكيلة البلوز بغيات لاعب خط وسط دفاعي وسط الميدان ، وهو الأمر الذي جعل الزوار في ورطة ولم يتمكنوا من إيقاف استحواذ برايتون على الكرة.
كما فعل طوال فترة ولايته، قام بوتر بتعديل التشكيلة إلى 4-3-3 وكانت الاستجابة رائعة من اللاعبين فبعد دقيقة واحدة من بداية الشوط الثاني ، تمكن البلوز من تقليص النتيجة عن طريق كاي هافرتز.
ومع ذلك، أضاف برايتون الهدف الرابع على الرغم من هيمنة تشيلسي في الشوط الثاني لتنتهي المباراة بنتيجة 4-1 لأصحاب الأرض.
إيجاد الصلابة
بشكل عام، قام جراهام بوتر بتحسين طفيف لخط تشيلسي الهجومي ، لكن كان المدرب البالغ من العمر 47 عامًا أقل حظًا في الخط الدفاعي بسبب سلسلة الإصابات التي حرمته من بناء جدار دفاعي صلب.
أمضى ويسلي فوفانا وريس جيمس وكاليدو كوليبالي وحتى نجولو كانتي وقتًا طويلاً في غرفة العلاج منذ تعيين الإنجليزي على رأس العارضة الفنية وأثر غيابهم بشكل كبير على صلابة تشيلسي الدفاعية.
في الواقع، عانى فريق ستامفورد بريدج من عدم توازن منذ فترة توماس توخيل المخيبة واضطر بوتر إلى تجاوزها بخيارات قليلة مع لعب الفريق مباريات كثيفة في فترة قصيرة بعد أقل من شهرين من توليه زمام الأمور.
ومع ذلك، كان من السذاجة البدء بثلاثة مدافعين فقط في مواجهة صعبة خارج أرضه في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد فريق بوتر السابق، خاصة بعد مباراة ريد بول سالزبورغ الذي استغل نفس الخطأ التكتيكي و الفجوات الكبيرة في الدفاع وقام بهجمات مرتدة خلال مباراة منتصف الأسبوع في دوري أبطال أوروبا.
اعترف مدرب سوانزي السابق بمسؤوليته في الهزيمة الثقيلة بعد المباراة.
“عندما تخسر، عليك أن تجد سبب الخسارة وإذا ارتكبت أخطاء، فيجب عليك تحليلها. هذا جزء من وظيفتنا، وجزء من العملية، وإذا أخطأنا ، يجب أن نتحمل المسؤولية وعلينا أن نفعل ما هو أفضل.
“يجب أن أهنئ برايتون أيضًا، لقد فعلوا ما فعلوه بشكل جيد. لقد أتيحت لنا بعض الفرص ، والنتيجة تجعل الأمر يبدو أسوأ قليلاً مما هو عليه من حيث الفرص التي أتيحت لنا، وكان لدينا لمسات في منطقة الجزاء مشابهة لهم. تلقينا هدفان عكسيان، كانت لدينا العديد من الفرص ولكن في النهاية، ربما كنا منفتحين بعض الشيء ومرة أخرى أنا المسؤول الأول. ”
العامل البدني
يخوض تشيلسي سلسلة مرهقة من المباريات الصعبة قبل بداية كأس العالم لكرة القدم 2022، وقد بدأت المجهودات الكبيرة للفريق في الوضوح حيث نال التعب من اللاعبين نظرًا لقلة وقت الراحة والتتابع الأخير للمباريات خارج الديار.
كانت مباراة الأميكس هي المباراة التاسعة التي لعبها الفريق في جميع المسابقات في شهر أكتوبر والسادسة خارج أرضهم.
في حين أن تشيلسي عانى كثيرًا من سلسلة الإصابات، فإن الكثافة العالية للمباريات وإرهاق اللاعبين الذين لعبوا قبل ثلاثة أيام مباراة صعبة في النمسا أعطت التفوق لفريق برايتون المستريح بدنيًا.
لم يكن هناك مفاجأة كبيرة في فشل تشيلسي في تحقيق عودة دراماتيكية، حيث أصبح التعب واضحًا.
سيكون بوتر سعيدًا بإجراء تغييرات شاملة في مباراته الأخيرة في دور المجموعات لدوري الأبطال ضد دينامو زغرب بعد أن تأهل فريقه إلى دور الـ 16 كمتصدر للمجموعة.
يمكن أن تمنحه هذه المباراة الغير مهمة مجالًا لتجربة أفكار جديدة، وإراحة العديد من اللاعبين، والأهم من ذلك، توفير فرص للاعبين المهمشين القادرين على ترك بصمة.
استراحة بعض اللاعبين الأساسيين أمر بالغ الأهمية، قبل مواجهة الفريق لكل من آرسنال ومانشستر سيتي ونيوكاسل قبل انطلاق كأس العالم في قطر.
بالنظر إلى الظروف التي كان عليه مواجهتها مع العديد من المباريات في فترة زمنية قصيرة، لم يحن الوقت للخوف على تشيلسي بقيادة جراهام بوتر بعد. مثل هذه الهزائم الشاملة أمر لا مفر منه لبناء فريق فائز مستدام الذي يسعى بوتر لتحقيقه.