يُعتبر نادي تشيلسي لكرة القدم أحد أكبر الأندية الإنجليزية والأوروبية في العالم. وقد إحتوى على مجموعة من أفضل اللاعبين الذين عرفهم العالم على الإطلاق ، بما في ذلك بعضًا من المهاجمين العالميين أمثال ديدييه دروجبا ، جيمي فلويد هاسيلبانك ، هيرمان كرسبو ودييجو كوستا الذين رسموا تاريخا طويلًا من النجاح في النادي و سجلوا العديد من الأهداف.

لكن منذ العقد الماضي ، يعاني تشيلسي كثيرا في مركز رأس الحربة ، الذي يبدو و كأنه ملعون.

من المعروف عن تشيلسي عن إنفاقهم الكثير من المال للتعاقد مع أفضل المهاجمين، ولكن بمجرد وصولهم إلى النادي، فإنهم يعانون من انخفاض حاد في المستوى، يصل إلى حد الإستغناء عليهم.

فمن بييرلويجي كاسيراغي إلى كريس ساتون إلى تامي أبراهام ، لم يستطع أي منهم من فرض نفسه و مساعدة الفريق في تسجيل العديد من الأهداف. ومن عجيب المفارقات أن معظم المهاجمين الذين لعبوا مع تشيلسي كانو إما من النخبة قبل انضمامهم إلى النادي أو أصبحوا كذلك بعد رحيلهم.

على سبيل المثال أدريان موتو ، الذي انضم لتشيلسي من فيورنتينا في صفقة بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني ، و كان أحد أبرز المهاجمين في الدوري الإيطالي قبل أن ينتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. لكنه في الأخير لم يرتقي إلى مستوى التوقعات وقدم مستوى متوسط مع البلوز.

مثال آخر مثير للاهتمام هو فرناندو توريس ، اللاعب الذي أشعل النيران في الدوري الإنجليزي الممتاز بأهدافه العديدة مع ليفربول. لكن في تشيلسي ، أصبح أضحوكة

دفع هذا الكثيرين إلى الاعتقاد بأن تشيلسي قد يكون تحت لعنة الشعوذة ، بالنظر إلى ظروف مهاجميه.

في بداية الأسبوع الماضي ، أكمل روميلو لوكاكو عودته إلى إنتر في صفقة إعارة ، ولم يسع للعديد مشجعي تشيلسي إلا الإعراب عن أسفهم.

اقرأ:  كارلو أنشيلوتي يتحدث عن جود بيلينجهام بعد ظهور لاعب خط الوسط لأول مرة في الدوري الإسباني

فعلى الرغم من صرف تشيلسي لقيمة 100 مليون جنيه إسترليني للتعاقد معه من الإنتر الصيف الماضي ، لم يستطع لوكاكو ملء الفراغ الذي خلّفه رحيل دييجو كوستا منذ فترة طويلة ، تماما مثل العديد من المهاجمين قبله.

فهل هناك لعنة على رقم “9” في تشيلسي أم أنها مجرد مصادفة؟ لا يمكننا أن نقول أنها لعنة ، لكن فشل كل هؤلاء المهاجمين ليس من قبيل الصدفة. دعونا نلقي نظرة على الأسباب المنطقية وراء معاناة العديد من الأسماء البارزة مع نادي غرب لندن.

أسلوب لعب تشيلسي لا يناسب مهاجميه

عندما تفكر في جوزيه مورينيو مع تشيلسي ، فإن أول مهاجم سيتبادر إلى ذهنك هو ديدييه دروجبا.

إستطاع دروجبا من فرض نفسه ليُصبح المهاجم المثالي الذي إحتاجه مورينيو في تشكيلته، حتى أنه أعاده إلى النادي في فترته الثانية مع الفريق.

منذ ذلك الحين ، افتقر تشيلسي إلى هذا النوع من المهاجمين. المهاجم الوحيد الذي قدّم مستوى مشابه هو القناص دييجو كوستا الذي كان يمثل تهديدًا حقيقيًا لجميع المدافعين.

ومع ذلك، كان الإسباني يفتقر إلى الانضباط و عانى من كثرة الإصابات.

أسالت تصريحات روميلو لوكاكو الكثير من الحبر وهزت عرش الستامفورد بريدج خلال مقابلته مع قناة سكاي إيطاليا، عندما قال أن أسلوب لعب توخيل لا يناسبه وتمنى أن يعود إلى إنتر.

إعتقد أنه يمكن فهم وجهة نظره، كلاعب بجودته وموهبته يجب أن يحصل على مزيد من الوقت للعب و أن يفرض طريقة لعب الفريق.

لكن المدرب هو صاحب القرار الأول ، ويمتلك السلطة لفرض أسلوبه. أخطأ لوكاكو في تصريحاته و إعتذر فيما بعد، و لكن علم الجميع أنها كانت تلك بداية النهاية للمهاجم في النادي.

اقرأ:  المواسم التي صدم فيها متصدري الدوري الانكليزي الممتاز

تعرض أسلوب أسلوب لعب تشيلسي للانتقاد منذ بداية القرن الحالي وهذا ليس بالأمر الجديد على النادي. ومع ذلك، كان هناك العديد من المهاجمين الذين تأقلموا مع كل الأساليب وقدموا أداءا ساحرا، لذا فإن عذر أسلوب اللعب كان إلى حد ما باطلا.

توقعات كبيرة

منذ تولى رومان أبراموفيتش زمام الأمور كمالك للنادي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تغيرت عقلية النادي. وعلى الرغم من رحيله الأخير، إلا أنه غرس عقليته في رفع صقف التوقعات على اللاعبين والمدربين على حد سواء، بحيث لم يعد هناك مجال للخطأ أو الفشل.

ففي أثناء فترة وجوده في النادي أقال الروسي العديد من المدربين وألغى عقود العديد من اللاعبين. وكان يعمل على أساس البقاء للأفضل وأي شخص لم يرق إلى مستوى التوقعات يتم طرده.

الأمر نفسه يتعلق مع الجماهير ، فمنذ أن حقق النادي نجاحًا هائلاً تحت قيادة مورينيو وفوزه بدوري الأبطال ، ارتفع مستوى توقعات الجماهير بشكل كبير أيضًا.

كان هذا واضحًا في إقصاء تشيلسي الموسم الماضي ضد ريال مدريد ، حيث لجأ المشجعون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم على الفريق ، حتى مع أدائهم “الرائع” في تلك الليلة.

نقص جودة صانعي الألعاب

على رغم أن كل اللوم يقع على عاتق المهاجمين بسبب فشلهم في ترجمة الفرص وتسجيل الأهداف، فليس من العدل عدم ذكر أنهم كانوا يفتقرون إلى صانعي الألعاب المبدعين. فقد عانى المهاجمون من قلة الفرص والتمريرات الحاسمة الذي ساهم بشكل كبير في قلة الأهداف.

فليس من قبيل المصادفة أن أفضل مهاجمي الفريق دورغبا و كوستا ، لعبا مع اثنين من أفضل لاعبي خط الوسط المبدعين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز ، وهما سيسك فابريجاس وفرانك لامبارد.

اقرأ:  مانشستر سيتي X آرسنال: مواجهة نارية في كأس الاتحاد الإنجليزي بين أفضل فريقين في إنجلترا

عندما كان في أحسن أيامه ، كان فابريجاس إنسانًا خارقًا ، حيث إمتلك القدرة على تمرير من أي مكان كان و من وراء المدافعين ، وهو أحد الأجانب القلائل في الدوري الذين صنعوا أكثر من 100 تمريرة حاسمة.

لا يحتاج فرانك لامبارد إلى مقدمة ، فهو وسط ميدان معروف للجميع و متعدد المواهب ، حيث لم يمتلك سوى القدرة على التسديد من مسافة بعيدة ، بل كان صانع ألعاب مميز للغاية.

بالنسبة للمهاجم، وجود صانع ألعاب بارع خلفه أمر مهم للغاية. وحتى أمثال دا ليما رونالدو وكريستيانو رونالدو ما كانا ليسجلا العديد من الأهداف لولا الدعم الهائل من لاعبي خط الوسط.

كان ديدييه دروجبا ودييجو كوستا مهاجمين من الدرجة الأولى تسببوا في العديد من المشاكل لخصومهم، ولكنهم إستفادوا أيضا من التمارير الحاسمة من لاعبي خط الوسط المميزين.

إذا نظرنا إلى لوكاكو الموسم الماضي ، لم يحصل اللاعب على التمريرات الكافية للتسجيل و عانى كثيرا من قلة الفرص. لا شك أن لاعبين أمثال ماسون مونت و جورجينيو يتمتعون بالجودة العالية، لكنهم فشلوا ببساطة في إيصال الكرة و خلق الفرص  للمهاجمين ، الأمر الذي أدى بشكل كبير إلى نقص الأهداف.

شاركها.
اترك تعليقاً