كيف مهد كارسلي الطريق لرحلة توخيل مع منتخب إنجلترا
كان الفوز الساحق الذي حققه منتخب إنجلترا على جمهورية أيرلندا بنتيجة 5-0 بمثابة ختام لفترة لي كارسلي المؤقتة كمدرب للمنتخب الإنجليزي. وبينما يستعد منتخب إنجلترا لمباراته التالية في مارس/آذار، من المقرر أن يتولى توماس توخيل المسؤولية خلفًا للاعب، ليرث فريقًا تجدد شبابه بعد فترة كارسلي القصيرة ولكن المؤثرة.
خلال فترة توليه المسؤولية ، حقق كارسلي سجلاً مثيرًا للإعجاب، حيث فاز بخمس مباريات من أصل ست، وسجل 16 هدفًا، واستقبل ثلاثة أهداف فقط. جاءت هزيمته الوحيدة في خسارة 2-1 أمام اليونان في ويمبلي الشهر الماضي. ومع ذلك، فإن مساهمته امتدت إلى ما هو أبعد من النتائج، حيث وضع مدرب منتخب إنجلترا تحت 21 عامًا الذي تحول إلى مدرب مؤقت الأساس الحاسم لخليفة جاريث ساوثجيت.
تدشين جيل جديد من المواهب الإنجليزية
بفضل مزيج من التخطيط الاستراتيجي والظروف غير المتوقعة، شهدت فترة كارسلي ظهورًا رائعًا لمواهب جديدة. ففي ست مباريات، ظهر ثمانية لاعبين لأول مرة مع الفريق الأول، مع خمسة وجوه جديدة خلال المباريات الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني وحده. وفتحت الإصابات التي تعرض لها تسعة من أعضاء الفريق الباب أمام لاعبين مثل لويس هول وتينو ليفرامينتو ولاعب خط الوسط المغامر في ليفربول كورتيس جونز لإظهار قدراتهم.
حتى قبل نوفمبر، أظهر كارسلي استعداده لإعطاء الأولوية للشباب. حصل لاعبون مثل أنجيل جوميز ومورجان جيبس وايت، اللذان لعبا دورًا أساسيًا في تشكيلة إنجلترا تحت 21 عامًا، على فرص خلال مباريات سبتمبر. وبالمثل، شارك أنتوني جوردون، الذي كان أداءً بارزًا في انتصار إنجلترا في بطولة أوروبا تحت 21 عامًا 2023، في جميع المباريات الست تحت إدارة كارسلي.
ومن الجدير بالذكر أن ثمانية من اللاعبين الـ11 الذين بدأوا نهائي بطولة أوروبا تحت 21 عامًا ضد إسبانيا قد انتقلوا منذ ذلك الحين إلى الفريق الأول، حيث أثر كارسلي بشكل مباشر على نصف هذه التحولات. وبينما يستعد توخيل لتولي المسؤولية، فإنه يرث مجموعة مواهب أكثر اتساعًا واستعدادًا من أي وقت مضى، مع حوالي 35 لاعبًا يتنافسون على اختيار الفريق.
معالجة المشاكل التي تعاني منها إنجلترا منذ فترة طويلة
كان أحد الإنجازات البارزة لكارسلي هو نهجه الاستباقي في التعامل مع التحديات التمركزية التي تواجه إنجلترا. استفاد خط الوسط، الذي كان مصدر قلق في كثير من الأحيان، من بصيرته التكتيكية. وبينما ظل ديكلان رايس وجود بيلينجهام شخصيتين محوريتين، أظهر كارسلي عمق خيارات إنجلترا في المركز الثالث في خط الوسط. أبهر كورتيس جونز الجميع في أول ظهور له، وتكيف أنجيل جوميز بسلاسة مع كرة القدم على مستوى الكبار، وحافظ كونور جالاغر على أهميته.
ورغم اقتصار مشاركة كوبي ماينو وآدم وارتون تحت قيادة كارسلي على مباراة واحدة، إلا أنهما أظهرا إمكانات واعدة ومن المرجح أن يكونا ضمن خطط توخيل طويلة المدى. وفي مكان آخر من الملعب، ترك مورجان جيبس وايت ومورجان روجرز انطباعات قوية، في حين تشير أداءات إميل سميث رو مع النادي إلى أنه قد ينضم قريبًا إلى قائمة من الخيارات الهجومية التي تضم فيل فودين وكول بالمر وجاك جريليش.
كما استفادت المراكز الدفاعية من رؤية كارسلي. وبرز لويس هول كحل محتمل للاعتماد المفرط من جانب إنجلترا على لوك شاو، في حين قدم نوني مادويكي لاعب تشيلسي خيارًا ديناميكيًا بالقدم اليسرى على الجانب الأيمن، مما وفر العمق خلف بوكايو ساكا. وقد تركت جهود كارسلي توخيل في ورطة كبيرة، وإن كان ذلك مع التحدي المتمثل في تضييق اختياراته.
إعطاء الأولوية للتوازن على السمعة
كان أحد الانتقادات الرئيسية لفترة تولي جاريث ساوثجيت لمنصبه هو ميله إلى تفضيل اللاعبين الكبار على أولئك الأكثر ملاءمة لتحقيق التوازن داخل الفريق. أدى هذا النهج إلى قرارات مشكوك فيها، مثل نشر ترينت ألكسندر أرنولد في دور خط وسط غير مألوف أو تهميش أنتوني جوردون، المهاجم الأيسر الطبيعي الوحيد في إنجلترا، خلال بطولة أوروبا .
وعلى النقيض من ذلك، أكد كارسلي على التوازن الجماعي طوال فترة توليه المنصب. وكانت اختياراته عملية وتعكس استعداده للتكيف على أساس احتياجات الفريق وليس السمعة الفردية. وكان الانحراف الملحوظ الوحيد خلال الهزيمة أمام اليونان، حيث افتقرت تشكيلة الهجوم التي تضم بيلينجهام وفودين وبالمر وجوردون وساكا إلى مهاجم معترف به وواجهت صعوبة في تقديم أداء جيد.
إن هذا التركيز على التوازن بدلاً من قوة النجوم يشكل نموذجاً لتوخيل عندما يتولى منصبه. ويبقى أن نرى ما إذا كان المدير الفني السابق لتشيلسي قادراً على مواصلة هذا الاتجاه مع التعامل مع التوقعات العالية الموضوعة على الفريق.
التحديات التي تنتظر توخيل
ورغم نجاح كارسلي، فإن العديد من الأسئلة الرئيسية تنتظر توماس توخيل عندما يتولى زمام الأمور. إلى متى يمكن لهاري كين أن يظل الخيار بلا منازع كمهاجم لمنتخب إنجلترا؟ هل سيتمكن توخيل من إعطاء الأولوية لتوازن الفريق على الأسماء الكبيرة؟ وكيف ستنتقل إنجلترا من الأعمدة المسنة مثل كايل ووكر، الذي أظهرت أدائه علامات الانحدار؟
ويواجه توخيل ضغوطا إضافية تتمثل في إدارة فريق من المتوقع الآن أن يفوز بالبطولات الكبرى، وليس مجرد المنافسة. وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان، أصبح معيار النجاح ثابتا عند تأمين الألقاب. وأي شيء أقل من ذلك قد يعتبر فشلا من قبل الجماهير ووسائل الإعلام.
أساس متين للنجاح
لقد مهدت فترة ولاية لي كارسلي المؤقتة الطريق أمام توماس توخيل لقيادة إنجلترا إلى عصر جديد. ومن خلال دمج جيل جديد من المواهب، ومعالجة نقاط الضعف القديمة، وإعطاء الأولوية للتوازن على السمعة، زود كارسلي توخيل بالأدوات اللازمة للنجاح.
والآن، يقع على عاتق المدرب الألماني مهمة الاستفادة من هذا التقدم، والتعامل مع التحديات والفرص التي تأتي مع إدارة فريق على أعتاب العظمة. يبدأ طريق إنجلترا نحو المجد تحت قيادة توخيل في مارس/آذار، لكن الأساس الذي أرساه كارسلي قد يثبت أنه العامل الحاسم في سعي إنجلترا إلى تحقيق الانتصار الدولي.